{جواب كتاب منه إليه يشنع فيه على حج المشاهد والمقابر}
بسم الله الرحمن الر حيم
من عبد اللطيف بن عبد الرحمن، إلى الأخ المحب المكرم: سهل بن عبد الله، سهل الله له الطريق الموصلة إليه، ووالى إفضاله وإنعامه عليه.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد: فأحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو على إنعامه. والخط وصل وصلك الله بما يرضيه، وجعلك ممن يخافه ويتقيه، وسرنا سلامتك وعافيتك الحمد لله على ذلك. وخطك لابن عجلان وجوابه لك وصلنا، والواجب على من عوفي في دينه من هذه الورطات أن يكثر من ذكر الله وشكره. وفي جوابه من الفهاهة والظلمة ما لا يعرفه إلا أرباب البصائر، ولو سلم دينه وصح معتقده لكانت له مندوحة عن معاشرة أعداء الله، ومداهنتهم، والصلاة خلفهم، ولو نوى الانفراد.
وأما ما نقل عن داود من قصد الزيارة، وأنه ما قصد الحج، فنعم؛ وهكذا الحال عند الغلاة في الأنبياء والصالحين، حتى صنف بعضهم كتابًا سماه: حج المشاهد، وربما فضل هذه الزيارة على حج بيت الله. فأوصيك بتقوى الله، وطلب العلم والإيمان، عله أن يجعل لك نورًا تسير به إلى الإله الحق، الذي في وصولك إليه كل السعادة والهداية والسيادة في دورك الثلاثة.
واعلم أن من حقوق الأخوة في الله: إدامة الدعاء لإخوانك في أوقات الإجابة. وبلغ سلامي إخوانك إجازة عامة مطلقة، ولدينا الوالد والأولاد بخير وينهون السلام.