للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبات الأيامى في الشتاء سواغبًا ... يبكين أزواجا وخير العشائر

وجاءت غواش يشهد النص أنها ... بما كسبت أيدي الغواة الغوادر

وجر زعيم القوم للترك دولة ... على ملة الإسلام فعل المكابر

ووازره في رأيه كل جاهل ... يروح ويغدو آثما غير شاكر

وآخر يبتاع الضلالة بالهدى ... ويختال في ثوب من الكبر وافر

وثالثهم لا يعبأ الدهر بالتي ... تبيد من الإسلام عزم المذاكر

ولكنه يهوى ويعمل للهوى ... ويصبح في بحر من الريب غامر

وقد جاءهم فيما مضى خير ناصح ... إمام هدى يبني رفيع المفاخر

وينقذهم من قعر ظَلما مضلة ... لسالكها حر اللظى والمساعر

ويخبرهم أن السلامة في التي ... عليها خيار الصحب من كل شاكر

فلما أتاهم نصر ذي العرش واحتوى ... أكابرهم كنْز اللهى والذخائر

سعوا جهدهم في هدم ماقد بنى لهم ... مشايخهم واستنصحوا كل داغر

وساروا لأهل الشرك واستسلموا لهم ... وجاؤوا بهم مع كل إفك وساحر

ومذ أرسلوها أرسلوها ذميمة ... تهدّم من ربع الهدى كل عامر

وباؤوا من الخسران بالصفة التي ... يبوء بها من دهره كل خاسر

وصار لأهل الرفض والشرك صولة ... وقام بهم سوق الردى والمناكر

وعاد لديهم للواط وللخنا ... معاهد يغدو نحوها كل فاجر

وشُتت شمل الدين وانبتَّ حبله ... وصار مضاعا بين شر العساكر

وأذَّن بالناقوس والطبل أهلها ... ولم يرض بالتوحيد حزب المزامر

وأصبح أهل الحق بين معاقب ... وبين طريد في القبائل طائر

فقل للغوي المستجير بظلمهم ... ستحشر يوم الدين بين الأصاغر

<<  <  ج: ص:  >  >>