للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعطي ويمنع من يشاء بحكمة ... في كل يوم ربنا ذو شان

خضعت لعزة وجهه وجلاله ... حقا وجوه الخلق والأكوان

بل كل معبود سواه فباطل ... من دون عرش للثرى التحتاني

فاحذر توالي في حياتك غيره ... من كل معبود ومن شيطان

واحذر طريقة أقوام قد افتتنوا ١ ... في حب أدنى أو خسيس فان

واقطع علائق حبها وطِلابها ... إذ قطعوا فيها عرى الإيمان

لهفي عليهم لهفة من والهٍ ... متوجعا من قلة الأعوان

قد صاده المقدور بين معاشر ... في غفلة عن نصرة الرحمن

واستبدلوا بعد الهدى طرق الهوى ... لما عموا عن واضح البرهان

واقطع علائق حبهم في ذاته ... لا في هواك ونخوة الشيطان

واهجر مجالس غيهم إذ قطعوا ... فيها عرى التوحيد والإيمان

لا سيما لما ارتضاهم جاهل ... ذو قدرة في الناس مع سلطان

لما بدا جيش الضلالة هادما ... ربع الهدى وشرائع الإحسان

قوم سكارى لا يفيق نديمهم ... أبد الزمان يعود بالخسران

قوم تراهم مهطعين لمجلس ... فيه الشقاء وكل كفر دان

بل فيه قانون النصارى حاكما ... من دون نص جاء في القرآن

بل كل أحكام له قد عطلت ... حتى النِّدا بين الورى بأذان

ويرون أحكام النبي وصحبه ... في شرعه من جملة الهذيان

ويرون قتل القائمين بدينه ... في زعمهم من أفضل القربان

والفسق عندهمو فأمر سائغ ... يلهو به الأشياخ كالشبان


١ يقال في هذا ما قيل في سابقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>