للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

همو أظهروا الإسلام من بعد ما عفا ... من الأرض فاستعلى به كل ناصر

فكم فتحوا بالعلم والدين والهدى ... قلوبا لعمري مقفلات البصائر

وكم شيدوا ركنًا من الدين قد وهى ... وأقوى ففازوا بالهنا والبشائر

وكم هدموا بنيان شرك قد اعتلى ... وشادوا من الإسلام كل الشعائر

وكم كشفوا من شبهة وتصدروا ... لحل عويص المشكلات البوادر

وكم سنن أحيوا وكم بدع نفوا ... وكم أرشدوا نحو الهدى كل حائر

لقد أطدوا الإسلام بالعلم والهدى ... وبالسمر والبيض المواضي البواتر

تغمدهم رب العباد بفضله ... ورحمته والله أقدر قادر

وهذا نص الموجود منها ولم أجدها تامة وكأنها مسودة وقد ضاع أولها.

[تضمين الشيخ للكلام المنسوب إلى أبي بكر الصديق]

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الأخ زيد بن محمد

وبعد: فقد بلغني عنك من نوادر الكواثر وكوارث الحوادث ١. لم أجد إلا تلكؤ وشماس، وتهمهم ونفاس ٢ إذ لا فكرة ثاقبة، ولا


١ هاهنا بياض في الأصل. وأقول أنا (محمد رشيد رضا) المشرف على تصحيح هذه الرسائل: إن الشيخ عبد اللطيف -رحمه الله وتولانا وإياه بلطفه- قد أكثر الأخذ والتضمين في هذه الرسالة من رسالة أبي بكر الصديق وعمر إلى علي -رضي الله عنهم- في شأن المبايعة وهي من أبلغ الكلام على صناعة متقنة فيها، والمحدثون يقولون: إنها موضوعة وضعها أبو حيان التوحيدي كما في "الميزان" و"لسان الميزان". وفيما وجده جامع الرسائل منها تحريف كثير. ولعل سبب أخذ الشيخ عبد اللطيف ما أخذ منها أنه كان مطابقا لحالهم مع المرسلة إليه، ونحن نرجع كل شيء إلى أصله مع تفسير بعض غريبه.
٢ أصله أن أبا عبيدة قال: بلغ أبا بكر -رضي الله عنه- عن علي -رضي الله عنه- تلكؤ وشماس وتهمهم ونفاس، والتلكؤ التأخير والشماس النفار، والتهمهم الهمهمة وهو الكلام غير البين، والنفاس المنافسة، ولا يصح أن يكون أول الجملة هنا "لم أجد" لأنه يقتضي نصب المستثنى بأن يقول: إلا تلكؤا وشماسا إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>