للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} ١ وقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ٢.

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث ذكره: "إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم، التقوى ههنا، وأشار إلى صدره" ٣ رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر عن ابن وهب.

وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" ٤.

وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى أجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم" ٥ هذا هو الصحيح المحفوظ فيما بين الحفاظ.

فأما الجاري على ألسنة جماعة من أهل العلم وغيرهم: إن الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى أعمالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم. فهو مخالف للحديث الصحيح، ولقوله -تعالى-: {فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ} ٦.

وعن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لم يكذب إبراهيم قط إلا ثلاث كذبات: ثنتين في ذات الله قوله: {إني سقيم}، وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا}، وواحدة في شأن سارة: إنها أختي" ٧ رواه البخاري في الصحيح عن معبد بن تليد عن ابن وهب، ورواه مسلم عن أبي الطاهر.

وعن ابن عباس قال: "تفكر في كل شيء ولا تفكر في ذات الله".

وعن أبي الدرداء: "لا تفقه كل التفقه حتى تمقت الناس في ذات الله، ثم تقبل على نفسك فتكون لها أشد مقتا منك للناس". إلى غير هذا من الآيات الصريحة، والأحاديث الصحيحة التي يجب الإيمان بها، والعمل بمقتضاها من غير تحريف وتبديل وتشبيه وتعطيل، بل نثبت ما أثبت الله لنفسه، ونكل علمه إليه، ونقول:


١ سورة الأعراف آية: ١٢٩.
٢ سورة آل عمران آية: ٧٧.
٣ مسلم: البر والصلة والآداب "٢٥٦٤" , وابن ماجه: الزهد "٤١٤٣" , وأحمد "٢/ ٢٨٤".
٤ مسلم: البر والصلة والآداب "٢٥٦٤" , وأحمد "٢/ ٥٣٩".
٥ مسلم: البر والصلة والآداب "٢٥٦٤" , وابن ماجه: الزهد "٤١٤٣".
٦ سورة التوبة آية: ١٠٥.
٧ البخاري: أحاديث الأنبياء "٣٣٥٨" , ومسلم: الفضائل "٢٣٧١" , والترمذي: تفسير القرآن "٣١٦٦" , وأبو داود: الطلاق "٢٢١٢" , وأحمد "٢/ ٤٠٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>