للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لانكشاف إبطيه، وتعقب: باحتمال أن يكون القميص واسع الأكمام، وقد روى الترمذي في "الشمائل"، عن أم سلمة - رضي الله عنها -، قالت: كان أحب الثياب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - القميص (١).

واستدل به إلى: أن إبطيه - صلى الله عليه وسلم - لم يكن عليهما شعر، وفيه نظر؛ فقد حكى المحب الطبري، في الاستسقاء من "الأحكام" (٢) له: أن من خصائصه - صلى الله عليه وسلم -: أن الإبط من جميع الناس متغير اللون، غيره.

واستدل بإطلاقه على: استحباب التفريج في الركوع، وفيه نظر؛ لتقييده بالسجود؛ كما في رواية عند البخاري (٣)، وفي رواية لمسلم، بلفظ: كان إذا سجد، فرج يديه عن إبطيه؛ حتى إني لأرى بياض إبطيه (٤).

تنبيه: خصص الفقهاء تفريج اليدين، عن الجنبين بالرجال، وقالوا: المرأة تضم بعضها إلى بعض؛ لأن المقصود منها التستر، والتجمع؛ وهو أقرب في حال التضامِّ، والاجتماع.


(١) رواه الترمذي في "الشمائل المحمدية" (٥٥)، وأبو داود (٤٠٢٥)، كتاب: اللباس، باب: ما جاء في القميص، والترمذي (١٧٦٢)، كتاب: اللباس، باب: ما جاء في القميص، وقال: حسن غريب، وغيرهم.
(٢) للشيخ محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري الشافعي، المتوفى سنة (٦٩٤ هـ)، كتاب كبير في الأحكام، جمع فيه الصحاح والحسان، لكنه ربما أورد الأحاديث الضعيفة ولم يبين، كذا قال تلميذه اليافعي، وذكر جمال الدين في "المنهل الصافي" أن له "الأحكام الوسطى" مجلد كبير، و"الصغرى" أيضاً، تتضمن ألف حديث وخمسة عشر حديثاً. وانظر: "كشف الظنون" لحاجي خليفة (١/ ١).
(٣) تقدم تخريجها برقم (٣٣٧١) عنده.
(٤) تقدم تخريجها برقم (٤٩٥/ ٢٣٦) عنده. وانظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٢٩٥) ..

<<  <  ج: ص:  >  >>