للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال شهاب الدين ابن خطيب الدهشة، في كتابه "المصباح": السرية: قطعة من الجيش، فعيلة بمعنى: فاعلة؛ لأنها تسري في خفية، والجمع: سرايا، وسريات؛ كعطية، وعطايا، وعطيات (١)، انتهى.

وقال الحافظ ابن حجر: السرية: قطعة من الجيش، تخرج منه، وتعود إليه؛ وهي من مئة إلى خمس مئة، فما زاد على خمس مئة يقال له: منسر -بالنون، والسين المهملة-، فإن زاد على الثمان مئة يسمى: جيشًا، فإن زاد على أربعة آلاف، سمي: جحفلًا، فإن زاد: فجيش جرّار، والخميس: الجيش العظيم (٢).

(فكان) ذلك الرجل المبعوث على السرية أميرًا (يقرأ لأصحابه) الذين معه، وتحت لوائه (في صلاتهم) التي يصلي بهم إمامًا فيها، بعد الفاتحة وسورة، (فيختم) الركعة، ويكون فيه دلالة على جمع السورتين، في ركعة واحدة، ويحتمل أن يكون يختم بها في آخر ركعة، يقرأ فيها السورة (بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ})؛ أي: بسورة الإخلاص، وخصت بذلك لاختصاصهما بصفات الرب -تبارك وتعالى-، دون غيرها (٣).

(فلما رجعوا) من سفرهم، الذي كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وجههم إليه؛ لنكاية عدوهم، (ذكروا) يحتمل أن الذي ذكر: بعضُهم، وعبر بالجمع؛


(١) انظر: "المصباح المنير" للفيومي (١/ ٢٧٥)، ونسبة الشارح -رحمه اللَّه- "المصباح المنير" لابن خطيب الدهشة وهم، فإن ابن خطيب الدهشة هو ابن الفيومي أحمد بن محمد الذي كان خطيب جامع الدهشة بحماة، وقد نقل عنه ولده محمود الذي صار يعرف بابن خطيب الدهشة غالب "المصباح" في كتابه "تهذيب المطالع". وانظر: "الدرر الكامنة" لابن حجر (١/ ٣٧٢).
(٢) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٨/ ٥٦).
(٣) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٢/ ١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>