للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرحمن؛ فما جهر بها حتى مات -صلى اللَّه عليه وسلم- (١)؛ فهذا محتمل.

وفي "الصحيحين": أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يجهر بالآية أحيانًا (٢)، ومثل جهر عمر -رضي اللَّه عنه-، بقوله: "سبحانك اللهم وبحمدك" (٣)، ومثل جهر ابن عمر، وأبي هريرة: بالاستعاذة (٤)، وجهر ابن عباس: بالقراءة على الجنازة؛ ليعلم الناس (٥)، فيمكن أن يقال: إن من جهر بها من الصحابة، كان على مثل هذه الوجوه؛ ليعرف الناس أن قراءتها سنة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى المصرية": وإنما كثر الكذب في أحاديث الجهر بالبسملة؛ لأن الشيعة ترى الجهر، وهم أكذب الطوائف، فوضعوا في ذلك أحاديث؛ ليلبسوا بها على الناس دينهم؛ ولهذا يوجد في كلام أئمة السنة من الكوفيين؛ كسفيان الثوري أنهم يذكرون: من السنة المسح على الخفين، وترك الجهر بالبسملة، كما يذكرون تقديم أبي بكر، وعمر، ونحو ذلك؛ لأن هذا كان عندهم من شعار الرافضة.


(١) رواه أبو داود لكن في "مراسيله" (٣٤)، عن سعيد بن جبير، مرسلًا. ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٢٢٤٥)، وفي "المعجم الأوسط" (٤٧٥٦)، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-، به.
(٢) تقدم تخريجه من حديث أبي قتادة -رضي اللَّه عنه- عند البخاري برقم (٧٢٨)، وعند مسلم (٤٥١).
(٣) تقدم تخريجه عند مسلم برقم (٣٩٩/ ٥٢).
(٤) رواه الإمام الشافعي في "مسنده" (ص: ٣٥)، وفي "الأم" (١/ ١٠٧)، ومن طريقة: البيهقي في "السنن الكبرى" (٢/ ٣٦)، من حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-. قال الشافعي -رحمه اللَّه-: وكان ابن عمر -رضي اللَّه عنهما- يتعوذ في نفسه.
(٥) رواه البخاري (١٢٧٠)، كتاب: الجنائز، باب: قراءة فاتحة الكتاب على الجنازة، عن طلحة بن عبد اللَّه بن عوف.

<<  <  ج: ص:  >  >>