للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نهيتَنَا، ولا تَفْقِدْنا من حيثُ أمرتنا، أعزَّنا ولا تذلَّنا، أعزنا بالطاعة، ولا تذلنا بالمعاصي (١).

وقال لمن طلب منه أن يزوِّده بالدعاء عند خروجه إلى سفر: قلْ: يا دليلَ الحيارى! دُلني على طريق الصادقين، واجعلني من عبادك الصالحين (٢).

وتُوفي الإمام أحمدُ - رضي اللهُ عنه - صدرَ النهار من يوم الجمعة الثاني عشر من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومئتين، وله سبع وسبعون سنة، وكان مرضُه تسعةَ أيام وبعضَ العاشر، ولما مات، صاح الناسُ، وعلَت الأصواتُ بالبكاء حتى كأن الدنيا قد ارتجَّتْ.

قال عبدُ الله بنُ الإمامِ أحمدَ: وقعدَ الناسُ، فخفنا أن ندعَ صلاةَ الجمعة، فأشرتُ عليهم، فأخبرتهم أنا نخرجه بعدَ صلاة الجمعة (٣).

قال المَرُّوذي. لما أردتُ غسلَه، جاء بنو هاشم، فاجتمعوا في الدار خلقاً كثيراً، فأدخلناه البيت، وأرخينا الستر، وجللناه بثوب حتى فرغنا من أمره، ولم يحضره أحدٌ غريب، فلما فرغنا من غسله، وأردنا أن نكفنه، غلبنا عليه بنو هاشم، وجعلوا يبكون عليه، ويأتون بأولادهم فيبكون عليه ويقبلونه (٤).


(١) رواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (١٠/ ٢٨٧)، وابن أبي يعلى في "طبقات الحنابلة" (١/ ٢٠٥)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٥/ ٣٢٠). وقوله: "خولاً" أي: ملكاً لغيرك.
(٢) انظر: "كرامات الأولياء" للالكائي (ص: ٢٣٣).
(٣) انظر: "مناقب الإمام أحمد" لابن الجوزي (ص: ٤١٣).
(٤) انظر: "مناقب الإمام أحمد" لابن الجوزي (ص: ٤١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>