للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأرسل ابنُ طاهر أكفاناً، قال المروذي: فرددتُها، وقال له رجل: قد أوصى أن يُكفن في ثيابه، فكفناه في ثوب كان له مروزي أراد أن يقطعه، فزدنا فيه وجبرناه ثلاثَ لفائفَ (١).

وكان عند الإمام أحمد - رضي الله عنه - ثلاثُ شعرات من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، فأوصى أن يجعل في كل عين شعرة، وعلى لسانه شعرة (٢).

قال المروذي: ووضعناه على السرير، وشددناه بالعمائم، وحُملت جنازته، وصلى عليه محمدُ بنُ عبد الله بن طاهر (٣).

وحزر مَنْ حضر جنازته من الرجال بمئةِ ألف، ومن النساء بستين ألفاً، غير من كان في الطرق وفي السفن وعلى السطوح، وقيلَ أكثرُ من ذلك، وقد بالغَ بعضُهم حتى ذكر ما لا يقبله العقل.

وقد قال عبد الوهاب الوراق: ما بلغنا أنه كان للمسلمين جمعٌ أكثر منهم على جنازة الإمام أحمدَ بنِ حنبل إلا جنازةً في بني إسرائيل (٤).

وعن أبي الحسن التميمي عن أبيه، عن جده: أنه قال: حضرتُ جنازةَ الإمام أحمدَ، قالَ: فمكثتُ طولَ الأسبوع رجاءَ أن أصل إلى قبره، فلم أصل من ازدحام الناس عليه، فلما كان بعد أسبوع، وصلتُ إلى القبر (٥).


(١) انظر: "مناقب الإمام أحمد" لابن الجوزي (ص: ٤١٨).
(٢) انظر: "صفة الصفوة" لابن الجوزي (٢/ ٣٥٧)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (١١/ ٣٣٧).
(٣) انظر: "مناقب الإمام أحمد" لابن الجوزي (ص: ٢٠٦).
(٤) رواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (٤/ ٤٢٢)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٥/ ٣٣٢).
(٥) انظر: "مناقب الإمام أحمد" لابن الجوزي (ص: ٤١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>