للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ظَلَمْتُ نَفْسِي} [النمل: ٤٤]، والخليل {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ} [إبراهيم: ٤١] {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ} [الشعراء: ٨٢]، وقال يونس: {أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: ٨٧]، وثبت في "الصحيح"، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: أنه كان يقول: "ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي" (١).

قال: وأما ما ذكره الترمذي من أصناف الرحمة، فلا ريب أن الرحمة أصناف متنوعة، كما ذكره، وليس في الحديث: رحمة من عندك، وإنما فيه: "فاغفر لي مغفرة من عندك"، ولكن مقصوده: أن يشبه هذا بقوله: {وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} [آل عمران: ٨]، وقد جعل هذه المغفرة "من عنده" مغفرة مخصوصة، ليست مما يبذل للعامة، كما أن الرحمة المخصوصة ليست مما يبذل للعامة.

ثم نظر في بعض كلامه، ثم حمل كلامه على وجه صحيح، وذكر كلام الإمام عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه-: احمل كلام أخيك على أحسنه، حتى يأتيك ما يغلبك منه (٢)، واللَّه أعلم.

وفي هذا الحديث أيضًا من الفوائد:

استحباب طلب التعلم من العالم، خصوصًا في الدعوات المطلوب فيها جوامع الكلم، الذي هذا الدعاء منه، واللَّه الموفق.

* * *


(١) رواه مسلم (٧٧١)، كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: الدعاء في صلاة الليل وقيامه، عن علي بن أبي طالب -رضي اللَّه عنه-.
(٢) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤٤/ ٣٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>