للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التحميد (١)، (وتحمدون دبر كل صلاة) مكتوبة، وأكثر الروايات عند البخاري، وغيره؛ فيها: تقديم التحميد على التكبير، ولفظ البخاري: "خلف كل صلاة" (٢)، وهي مفسرة للرواية التي عندهما بلفظ: "دُبُر" بضمتين.

قال الأزهري: دبر [الأمر] يعني: -بضمتين-، ودبره. يعني:-بفتح، فسكون-: آخره (٣)، وادعى أبو عمرو الزاهد: أنه يقال: -بالضم-، إلا للجارحة، ورد بمثل قولهم: أعتق غلامه عن دبر.

ومقتضى الحديث: أن الذكر المذكور يقال عند الفراغ من الصلاة، ويأتي الكلام عليه -إن شاء اللَّه تعالى-.

وظاهر قوله: "كل صلاة" يشمل الفرض والنفل، لكن حمله أكثر العلماء على الفرض، وقد وقع في حديث كعب بن عجرة، عند مسلم: التقييد بالمكتوبة (٤)؛ فكأنهم حملوا المطلق على المقيد (٥).

(ثلاثًا وثلاثين مرة) وهذا مجمل، يحتمل أن يكون المجموع للجميع؛ فإذا وزع كان لكل واحد إحدى عشرة، وهو الذي فهمه سهيل بن صالح؛ كما رواه مسلم، من طريق روح بن القاسم، عنه (٦)، لكن لم يتابع سهيل على ذلك.


(١) عند مسلم برقم (٥٩٥/ ١٤٢)، وقد تقدمت.
(٢) تقدم تخريجه برقم (٨٠٧) عنده.
(٣) انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري (١٤/ ١١٠)، (مادة: دبر).
(٤) رواه مسلم (٥٩٦)، كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب: استحباب الذكر بعد الصلاة، وبيان صفته.
(٥) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٣٢٨).
(٦) رواه مسلم (٥٩٥/ ١٤٣)، كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب: استحباب الذكر بعد الصلاة، وبيان صفته.

<<  <  ج: ص:  >  >>