للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على التقرب بالمال، ويحتمل أن يقال: الضمير في "كنتم" للمجموع من السابق والمدرك.

وكذا قوله: "إلا من صنع مثل ما صنعتم"، ولفظ البخاري: "إلا من عمل مثل عملكم" (١)؛ أي: من الفقراء فقال الذكر، أو من الأغنياء فتصدق، أو أن الخطاب للفقراء خاصة، لكن شاركتهم الأغنياء في الخيرية المذكورة؛ فيكون كل من الصنفين خيرًا ممن لا يتقرب بذكر، ولا صدقة، ويشهد له قوله في حديث ابن عمر، عند البزار: "أدركتم مثل فضلهم" (٢)، ولمسلم من حديث أبي ذر: "أوليس قد جعل لكم ما تتصدقون؟! إن بكل تسبيحة صدقة، وبكل تكبيرة صدقة" الحديث (٣).

واستشكل تساوي هذا الذكر، بفضل التقرب بالمال، مع شدة المشقة فيه!

وأجاب الكرماني: بأنه لا يلزم أن يكون الثواب على قدر المشقة في كل حالة، واستدل لذلك بفضل الشهادة مع سهولتها، على كثير من العبادات الشاقة (٤).

(قالوا: بلى يا رسول اللَّه!)؛ أي: علمنا الشيء الذي ندرك به إذا نحن صنعناه من سبقنا (قال) -صلى اللَّه عليه وسلم-: (تسبحون)؛ أي: تقولون: سبحان اللَّه، (وتكبرون) كذا في رواية ابن عجلان، عن سمي، بتقديم التكبير على


(١) كذا في "الفتح" (٢/ ٣٢٨)، ولفظ البخاري (٨٠٧): "إلا من عمله مثله"، وقد تقدم تخريجه.
(٢) تقدم تخريجه، ورواه أيضًا: عبد بن حميد في "مسنده" (٧٩٧). وانظر: "المطالب العالية" لابن حجر (٤/ ٢٤٤).
(٣) رواه مسلم (١٠٠٦)، كتاب: الزكاة، باب: بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف.
(٤) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٣٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>