للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال في "شرح المقنع": والسنة أحق أن تتبع (١)، يعني: في عدم المناداة لها.

(ثم) بعد فراغه -صلى اللَّه عليه وسلم- من الصلاة (قام متوكئًا)؛ أي: متحاملًا ومعتمدًا (على بلال) بن حمامة مولى الصديق -رضي اللَّه عنهما-، (فأمر) -صلى اللَّه عليه وسلم- (بتقوى اللَّه) -عز وجل-؛ أي: أمر أن يجعل العبد بينه وبين عذاب اللَّه أمرًا يقيه منه؛ من فعل الطاعات، واجتناب المحرمات، وأصل الوقاية: الصيانة، وما وقيت به، واتقيت الشيء: حذرته، وقوله تعالى: {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى} [المدثر: ٥٦]؛ أي: أهل أن يُتَّقى عقابه (٢)، والتقي: من اتقاه؛ بأن فعل المأمور، واجتنب المحظور، وفي الحديث: "من عصى اللَّه، لم تقه من اللَّه واقية" (٣).

(وحث)؛ أي: حض (على طاعته)، يقال: حثه عليه، واستحثه، وأحثه: حضه (٤). والطاعة: امتثال المأمور، واجتناب المحظور، (ووعظ)؛ أي: ذكَّر (الناس) ما يلين قلوبهم من الثواب والعقاب، (وذكرهم) ما يؤولون إليه من أمر آخرتهم، وما يلقونه من النعيم المقيم، أو العذاب الأليم، (ثم) بعد وعظه وتذكيره للرجال (مضى) من المكان الذي فيه الرجال، يعني: من المصلى (حتى أتى النساء) كونهن منعزلات عن الرجال، (فوعظهن وذكرهن) ما تلين به قلوبهن؛ من الترغيب في الثواب، والترهيب من العقاب.


(١) انظر: "شرح المقنع" لابن أبي عمر (١/ ٥٦٢).
(٢) نظر: "القاموس المحيط" للفيروزأبادي (ص: ١٧٣١)، (مادة: وقى).
(٣) كذا ذكره ابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث" (٥/ ٢١٦). ولم أقف عليه في شيء من المصادر الحديثية، واللَّه أعلم.
(٤) انظر: "القاموس المحيط" للفيروزأبادي (ص: ٢١٣)، (مادة: حثث).

<<  <  ج: ص:  >  >>