للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(إلى ذكر اللَّه) -سبحانه وتعالى-، فإنه منجاة من العذاب، وفي حديث ابن عمر [و] عند ابن أبي الدنيا والبيهقي، مرفوعًا: "ما من شيء أنجى من عذاب اللَّه من ذكر اللَّه" (١).

وفي حديث جابر عند الطبراني، مرفوعًا، برجال الصحيح: "ما عمل آدمي عملًا أنجى له من العذاب من ذكر اللَّه" (٢).

قال الإمام ابن القيم في كتابه "الكلم الطيب": بذكر اللَّه يسهل الصعب، وييسر العسير، ويخفف المشاق؛ فما ذكر اللَّه -عز وجل- على صعب إلّا هان، ولا عسير إلّا تيسر، ولا مشقة إلّا خفت، ولا شدة إلّا زالت، ولا كربة إلّا انفرجت؛ فذكر اللَّه هو الفرج بعد الشدة، واليسر بعد العسر، والفرج بعد الهم والغم، وهو يذهب عن القلب مخاوفه كلها، وله تأثير عجيب في حصول الأمن؛ فليس للخائف الذي قد اشتد خوفه أنفعُ من ذكر اللَّه، فإنه بحسب ذكره يجد الأمن، ويزول خوفه، حتى كأن المخاوف التي يحذرها أمان له، والغافل خائف مع أمنه، حتى كأن ما هو فيه من الأمن كله مخاوف، انتهى (٣).

(و) افزعوا إلى (دعائه) تعالى (واستغفاره) فالاستغفار والتوبة: سببان للمحو يرجى بهما زوال المخاوف (٤)، وفي حديث ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من لزم الاستغفار، جعل اللَّه له من


(١) ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٥٢٢). وانظر: "الترغيب والترهيب" للمنذري (٢/ ٢٥٤).
(٢) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٢٢٩٦)، وفي "المعجم الصغير" (٢٠٩).
(٣) انظر: "الوابل الصيب من الكلم الطيب" لابن القيم (ص: ١٠٥).
(٤) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٢/ ١٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>