للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخبر أن السحابة طلعت من وراء سلع، حيث (قال: فطلعت من ورائه)؛ أي: سلع (سحابة) صغيرة مستديرة (مثل الترس). قال في "المطالع": ظاهره أنها كانت بقدر الترس، وقال ثابت: ليس كذلك، إنما أراد أنها مستديرة، وهي أحمدُ السحاب (١)، فلو كان بينهم وبين سلع دار أو بيت، لأمكن أن تكون القزعة موجودة، لكن حال بينهم وبين رؤيتها ما بينهم وبين سلع من البناء لو كان.

(فلما توسطت) تلك السحابة (السماء، انتشرت)؛ أي: امتدت، وتفرقت، واتسعت، (ثم أمطرت) هطل المطر الذي هو الماء منها، قال في "القاموس": المطر: ماء السحاب (٢).

(قال) أنس -رضي اللَّه عنه-: (فلا واللَّه! ما رأينا الشمس سبتًا)؛ أي: جمعة.

وفي "البخاري" من حديث أنس: وما خرجنا من المسجد، حتى مطرنا، فما زلنا نمطر، حتى كانت الجمعة الأخرى (٣)، وفي لفظ: لم نزل نُمْطَر إلى الجمعة التي تليها (٤)، وفي لفظ آخر: فرفع يديه، وما نرى في السماء قزعة، فوالذي نفسي بيده! ما [وضعهما] (٥) حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره، حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته (٦).

(ثم دخل رجل من ذلك الباب) الذي كان دخل منه الرجل في الجمعة


(١) وانظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (١/ ١٢١).
(٢) انظر: "القاموس المحيط" للفيروزأبادي (ص: ٦١٣)، (مادة: مطر).
(٣) تقدم تخريجه عنده برقم (٩٨٣).
(٤) تقدم تخريجه عنده برقم (٣٣٨٩)، إلا أن فيه: "الأخرى" بدل "تليها".
(٥) في الأصل: "وضعتهما".
(٦) تقدم تخريجه عنده برقم (٨٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>