للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإما: مختلط بالخشب غليظ خشن اللمس، فيه زرقة، ويسمى: الإزدار، والإذار، وهو أن يرض الخشب، ويعرى بالطبخ، ثم يصفى، وهذا هو كافور الموتى، ويسمى: أرغول (١).

(أو) قال -عليه السلام-: "اجعلن في الغسلة الأخيرة (شيئًا من كافور) "، شكٌّ من الراوي أيَّ اللفظين قال. والأولُ محمول على الثاني؛ لأنه نكرة في سياق الإثبات، فيصدق بكل شيء منه.

وحكمة جعله في الأخيرة من الغسلات: للطيب، ولتقوية بدن الميت وحفظه، إذ لو كان في غير الأخيرة، أذهبه الغسل بعدها، فلا يحصل الغرض من حفظه بدنَ الميت (٢).

قال في "الفروع": ويَجعل في الأخيرة كافورًا، خلافًا لأبي حنيفة، قال: وفي مذهبه خلاف، ومن العجب أن بعض أصحابه خطَّأ من نقل عنه: لا يستحب (٣).

ويجعل مع الكافور سدرًا؛ لأن في حديث أم سلمة: "إذا كان في آخر غسلة من الثالثة، أو غيرها، فاجعلْنَ ماء فيه شيء من كافور، وشيء من سدر، ثم اجعلي ذلك في خرقة جديدة، ثم أفرغيه عليها، وابدئي برأسها، حتى يبلغ رجليها" (٤).


(١) انظر: "تذكرة أولي الألباب في الجامع للعجب العجاب" لداود بن عمر الأنطاكي (٢/ ٧٢).
(٢) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٣/ ١٢٩).
(٣) انظر: "الفروع" لابن مفلح (٢/ ١٦٢).
(٤) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٢٥/ ١٢٤)، و"البيهقي في "السنن الكبرى" (٤/ ٤)، لكن من حديث أم سليم -رضي اللَّه عنها-.

<<  <  ج: ص:  >  >>