للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال: ليس منا)؛ أي: من أهل سنتنا، ولا من المهتدين بهدينا، وليس المراد خروجه عن الدين؛ لأن المعاصي لا يكفر بها عند أهل السنة، نعم يكفر باعتقاد حلها.

وعن سفيان: أنه كره الخوض في تأويله، وقال: ينبغي أن يمسك عنه؛ ليكون أوقع في النفوس، وأبلغ في الزجر (١).

(من ضرب الخدود)، وفي لفظ: "لطم" (٢)، وفي آخر: "لكم" (٣)، والخدود: جمع خد.

قال في "العدة": وإنما جمع، وإن كان ليس للإنسان إلا خدان فقط: باعتبار إرادة الجمع؛ ليكون من مقابلة الجمع بالجمع، أو على حد قوله تعالى: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} [طه: ١٣٠]، وقول العرب: شابت مفارقه، وليس إلا مفرق واحد، وإنما خص الخدود بذلك؛ لكونه الغالب في ذلك، وإلا فضرب بقية البدن داخل في ذلك.

(وشق الجيوب) -بضم الجيم- جمع جيب، وإنما جمعه، وليس للإنسان إلا جيب واحد؛ لما تقدم في الخدود، والجيب مشتق من جابه؛ أي: قطعه، قال تعالى: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} [الفجر: ٩]، وهو ما يفتح من الثوب لتدخل فيه الرأس للبسه، والمراد بشقه: فتحه إلى آخره، وهو من علامات التسخط (٤).

(ودعا بدعوى الجاهلية)، وفي رواية مسلم: "ضرب الخدود، أو شق


(١) انظر: "عمدة القاري" للعيني (٨/ ٨٧).
(٢) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (١٢٣٢).
(٣) لم أقف عليه بهذا اللفظ، واللَّه أعلم.
(٤) وانظر: "فيض القدير" للمناوي (٥/ ٣٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>