للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للاتِّقاء، وتمثيلٌ للدعاء؛ كمن يقصد دارَ السلطان متظلِّمًا فلا يُحْجَبُ (١).

قال ابن العربي: إلا أنّه -وإن كان مطلقًا- فهو مقيد بالحديث الآخر: أن الداعي على ثلاث مراتب: إما أن يُعَجَّل له ما طلبَ، وإما أن يُدَّخَر له أفضلُ منه، وإما أن يُدفع عنه من السوء مثلُه (٢).

وفي الحديث: دليل على تعظيم أمر الظلم.

وفي "صحيح مسلم" وغيره من حديث جابرِ بنِ عبد اللَّه -رضي اللَّه عنهما-: أنَّ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "اتَّقُوا الظُّلْمَ، فإنَّ الظلمَ ظلماتٌ يومَ القيامة، واتَّقُوا الشُّحَّ؛ فإن الشحَّ أهلكَ مَنْ كانَ قبلَكُم، حَمَلَهُم على أَنْ سَفَكوا دماءَهُمْ، واستَحَلُّوا مَحارِمَهُم" (٣).

وفي "الصحيحين" من حديث ابن عمر -رضي اللَّه عنهما-، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الظلم ظلمات يوم القيامة" (٤).

وحقيقةُ الظلم لغةً: وضعُ الشيءِ في غيرِ موضعهِ (٥).

وشرعًا: التصرُّفُ في غير ملكٍ، أو في ملك الغير، وهو مأمور باجتنابه شرعًا وعقلًا.


(١) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٣/ ٣٦٠).
(٢) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٣/ ١٨)، والبخاري في "الأدب المفرد" (٧١٠)، وغيرهما، عن أبي سعيد الخدري -رضي اللَّه عنه-. وانظر: "عارضة الأحوذي" لابن العربي (٣/ ١٢٠).
(٣) رواه مسلم (٢٥٧٨)، كتاب: البر والصلة والآداب، باب: تحريم الظلم.
(٤) رواه البخاري (٢٣١٥)، كتاب: المظالم، باب: الظلم ظلمات يوم القيامة، ومسلم (٢٥٧٩)، كتاب: البر والصلة والآداب، باب: تحريم الظلم.
(٥) انظر: "القاموس المحيط" للفيروزأباي (ص: ١٤٦٤)، (مادة: ظلم).

<<  <  ج: ص:  >  >>