للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(واديًا)، وهو مفرجٌ بين جبال أو تلال أوآكام، والجمع أَوداءٌ وأودية (١)، (وشِعْبًا) -بكسر الشين المعجمة-: الطريق في الجبل، ومسيل الماء في بطن أرض، أو ما انفرج بين الجبلين (٢)، ومن ثم في بعض الروايات في "الصحيحين" الاقتصار على ذكر الشِّعب، وفي بعضها الاقتصارُ على ذكر الوادي، وفي بعضها الجمعُ بينهما، والعطف بأو، وفي بعضها العطف بالواو كما ذكر المصنف -رحمه اللَّه تعالى-، (لسلكتُ واديَ الأنصار وشِعْبَها) الذي سلكَتْه دون وادي غيرها وشعبها، (الأنصارُ)، وفي رواية: "أنتم" (٣) (شعار)، وهو -بكسر الشين المعجمة-: الثوب الذي يلي الجسد (٤)، (والناسُ) غيرُكم (دِثار) -بكسر الدال المهملة والثاء المثلثة المفتوحة-، وهو الثوب الذي فوق الشعار (٥)، واستعمال اللفظتين مجاز عن قربهم منه -صلى اللَّه عليه وسلم-، واختصاصهم به، وتمييزهم عن غيرهم في ذلك (٦)، يعني: أنَّ الأنصار بطانته -صلى اللَّه عليه وسلم- وخاصَّتُه، وأنّهم أحقُّ به وأقربُ إليه من غيرهم، وهو تشبيه بليغ (٧).

ثمَّ قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الأنصارُ كرشي وعيبتي" (٨)، قال في "النهاية": أراد أنّهم


(١) انظر: "القاموس المحيط" للفيروزأبادي (ص: ١٧٢٩)، (ما دة: ودي).
(٢) انظر: "القاموس المحيط" للفيروزأبادي (ص: ١٣٠)، (مادة: شعب).
(٣) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٢٣٥٢)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (١٧٢٠)، من حديث أبي سعيد الخدري -رضي اللَّه عنه-.
(٤) انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (٢/ ٢٥٥).
(٥) انظر: "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (٢/ ٤٨٠).
(٦) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٢/ ١٩٦).
(٧) انظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (٦/ ٤١٢).
(٨) رواه البخاري (٣٥٨٨)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم"، ومسلم (٢٥١٠)، كتاب: فضائل =

<<  <  ج: ص:  >  >>