للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان مجيء معاوية -رضي اللَّه عنه- إلى الحجاز للحج.

وزاد مسلم في رواية: قال أَبو سعيد -رضي اللَّه عنه-: فلم نزل نخرجه حتّى قدم معاوية حاجًا أو معتمرًا، فكلم النّاسَ على المنبر (١).

وزاد ابن خزيمة: وهو يومئذ خليفة (٢).

(وجاءت السمراء)؛ أي: كثرت الحنطة الشّامية، ورخصت.

(قال) معاوية: (أُرى) -بضم الهمزة-؛ أي: أظن، وفي لفظ:-بفتح الهمزة (٣) (مُدًّا، واحدًا (من هذا) الحبِّ أو القمح (يعدلُ مُدَّين) من سائر الحبوب، وبهذا ونحوه تمسك أَبو حنيفة -رحمه اللَّه تعالى-.

وأجيب عن هذا: بأنّه قال في أوّل الحديث: "صاعًا من طعام"، وهو في الحجاز: الحنطةُ، فهو صريح في أنّ الواجب منها صاعٌ، وقد عدّد الأقوات، فذكر أفضلَها قوتًا عندهم، وهو البُرُّ، ولاسيما وعطفت بأو الفاصلة، فالنظر في ذواتها لا قيمتها، ومعاوية صرّح بأنّه رأيه، فلا يكون حجةً على غيره (٤).


= للبخاري (٧/ ٣٢٦)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٣/ ١٤١٦)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (٥٩/ ٥٧)، و"تلقيح فهوم أهل الأثر" لابن الجوزي (ص: ١١٢)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (٢/ ٤٠٦)، و"تهذيب الكمال" للمزي (٢٨/ ١٧٦)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (٣/ ١١٩)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٦/ ١٥١).
(١) تقدم تخريجه عند مسلم برقم (٩٨٥/ ١٨).
(٢) رواه ابن خزيمة في "صحيحه" (٢٤٠٨).
(٣) هو لفظ لأبي ذر، كما ذكر القسطلاني في "إرشاد الساري" (٣/ ٨٨).
(٤) انظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>