للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثابت) بنِ الضحَّاكِ بنِ لَوذانَ -بفتح اللام والذال المعجمة- الأنصاريِّ النجاريِّ، كان أحدَ كتاب النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يكتب له الوحي، وكذا المراسلات، ولمّا قدم -صلى اللَّه عليه وسلم- المدينة، كان زيدٌ ابن إحدى عشرة سنة، وكان عمره يوم بعاث ست سنين، وفيها قتل أبوه.

استصغرهُ النّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يومَ بدر مع مَنِ استصغرهم، فلم يشهدْها، ثمَّ شهد أُحدًا وما بعدها، وقيل: أوّل مشاهده الخندقُ، وأعطاه النّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يومَ تبوكَ راية بني النجار، وقال: "بالقرآن تقدم" (١).

وكان زيد أعلمَ الصّحابة بالفرائض، حتّى قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَفْرَضُكُم زيدٌ" (٢)، وأحدَ من جمعَ القرآن، وكتبه في خلافة أبي بكر، ونقله من الصُّحف إلى المصحف في زمن عثمان.

مات بالمدينة سنة خمس وأربعين، وله ستٌّ وخمسون سنة.

روي له عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- اثنان وسبعون حديثًا، اتفقا على خمسة، وانفرد البخاري بأربعة، ومسلم بحديث (-رضي اللَّه عنه-) (٣).

(قال) زيد بن ثابت، ويكنى بأبي سعيد، وقيل: بأبي خارجة -بفتح الخاء المعجمة والجيم-: (تَسَحَّرنا) المراد: أنا والنبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كما ترشد إليه رواية النّسائيّ وابن حبان فيما يأتي (مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ثم) بعدَ سحورنا (قام) -عليه الصّلاة والسّلام- (إلى الصّلاة)؛ أي: صلاة الفجر، (قال أنس) بنُ مالك -رضي اللَّه عنه-: (قلت لزيد) بن ثابت -رضي اللَّه عنه-:


(١) ذكره ابن عبد البر في "الاستيعاب" (٢/ ٥٣٧) بلفظ: "القرآن مقدم".
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) قلت: قد تقدمت ترجمة الشارح -رحمه اللَّه- لزيد بن ثابت -رضي اللَّه عنه-.

<<  <  ج: ص:  >  >>