للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مراده: هلكتُ، فما ينجِّيني، وما يخلصني مثلًا (١)؟ (قال) الرجل: (أنا)، وفي، حديث عائشة -رضي اللَّه عنها- عندهما: فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أينَ المحترقُ آنِفًا؟ " (٢)، فقام الرجل، (قال) رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (خُذْ هذا فتصدَّقْ به)، وفي لفظ: "خذها فتصدَّقْ" (٣)، وفي حديث عائشة: "تصدَّقْ بهذا" (٤)، (فقال الرجل): أتصدق به (على) شخصٍ (أفقر مني يا رسول اللَّه؟!) بالاستفهام التعجبي، وحذف الفعل، لدلالة "تصدق به" عليه، وفي حديث عائشة -رضي اللَّه عنها-: فقال: يا رسول اللَّه! أغيرنا؟ فواللَّه إنا لَجِياعٌ ما لنا شيء (٥).

وفي رواية: على أفقرَ من أهلي؟ (٦) (فواللَّه! ما بين لابَتَيْها) -بغير همز-: تثنية لابَة.

قال بعض رواته: (يريد) باللابتين: (الحرتين) -بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء-: أرض ذات حجارة سود؛ كما يأتي في كلام الحافظ -رحمه اللَّه تعالى-، والضمير راجع إلى المدينة المنورة -على ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام-؛ فإنها بين حرتين (أهلُ بيتٍ أفقرُ من أهل بيتي) برفع "أهل" اسم ما، ونصب "أفقر" خبرها إن جُعلت ما حجازية، وبالرفع إن جعلت تميمية، قاله الزركشي وغيره.


(١) انظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٣٧٨).
(٢) تقدم تخريجه عند الشيخين، وهذا لفظ مسلم.
(٣) انظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٣٧٨)، وهي إحدى روايات البخاري.
(٤) وتقدم تخريجه.
(٥) تقدم تخريجه عند مسلم برقم (١١١٢).
(٦) رواه ابن حبان في "صحيحه" (٣٥٢٦)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (٢٢٤٦)، والدارقطني في "سننه" (٢/ ١٩٠)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٤/ ٢٢٤)، من حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه-.

<<  <  ج: ص:  >  >>