للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال البدرُ الدماميني (١): وكذا إن جعلناها حجازية ملغاة من عمل النصب؛ بناءً على أن قوله: "ما بين لابتيها" خبرٌ مقدم، وأهلُ بيتٍ مبتدأ، وأفقرُ صفة له (٢).

وفي رواية: ما أحدٌ أحقَّ به من أهلي، ما أحدٌ أحوجَ إليه مني يا رسول اللَّه (٣)، (فضحك النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى بدت أنيابه) تعجُّبًا من حال الرجل في كونه جاء أولًا هالكًا محترقًا خائفًا على نفسه، راغبًا في فدائها مهما أمكنه، فلما وجد الرخصة، طمع أن ياكل ما أُعطيه في الكفارة (٤).

والأنياب: جمعُ ناب، وهي الأسنان الملاصقة للرَّباعِيات، وهي أربعة، والضحكُ غيرُ التبسُّم، وقد ورد أن ضحكه -صلى اللَّه عليه وسلم-[كان] تبسمًا (٥)؛ أي: في غالب أحواله (٦).


(١) هو الشيخ الإمام العالم محمد بن أبي بكر بن عمر القرشي الإسكندري المالكي، المعروف بابن الدماميني، اشتغل ببلده على فضلاء وقته، فمهر في العربية والآداب، وشارك في الفقه وغيره؛ لسرعة إدراكه وقوة حافظته، وعين لقضاء المالكية بمصر، وكان أحد الكملة في فنون الأدب، معروفًا بالإتقان مع حسن الخط والمودة، وكان غير واحد من فضلاء تلامذته يتنتصر للبدر وشرح البخاري، توفي سنة (٨٢٧ هـ). انظر: "الضوء اللامع" للسخاوي (٧/ ١٨٥).
(٢) انظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٣٧٨).
(٣) تقدم تخريجه من رواية عقيل كما أشار إليه الشارح -رحمه اللَّه-. وانظر: "فتح الباري" لابن حجر (٤/ ١٧١).
(٤) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٢/ ٢١٧)، و"إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٣٧٨).
(٥) رواه الترمذي (٣٦٤٥)، كتاب: المناقب، باب: في صفة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقال: حسن صحيح، والإمام أحمد في "المسند" (٥/ ٩٧)، وغيرهما، عن جابر بن سمرة -رضي اللَّه عنه-.
(٦) انظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٣٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>