للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(-رضي اللَّه) تعالى (عنه-، قال) أَبو الدرداء المذكور: (خرجْنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) في بعض أسفاره، زاد مسلم من طريق سعيد بن عبد العزيز: (في شهر رمضان)، وليس ذلك في غزوة الفتح؛ لأن عبد اللَّه بن رواحةَ المذكورَ في هذا الحديث أنه كان صائمًا استُشهد بمؤتةَ قبل غزوة الفتح بلا خلاف، ولا في غزوة بدر؛ لأن أبا الدرداء لم يكن حينئذ أسلمَ (١).

(في حَرٍّ شديد)، ولفظ البخاري: في يوم حارٍّ (حتى إن كان) "إن" مخففة عن الثقيلة، واسمها ضمير الشأن؛ أي: حتى إنه كان (أحدُنا ليضعُ) معشرَ الصحابة الكائنين معه حينئذٍ، وفي لفظ البخاري: حتى يضع الرجل (يده على رأسه من شدة الحرِّ) الحاصل حينئذ، (وما فينا)، أي: والحال أنه لم يكن فينا حينئذٍ (صائمٌ إلا رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وعبدُ اللَّه بن رواحة)، أي: عبد اللَّه، وهذا يُعيِّن كونَ تلك السفرة غيرَ غزوة الفتح؛ لأن الذين استمروا على الصيام من الصحابة في الفتح كانوا جماعة، وفي هذه ابن رواحة وحده، ولأن ابن رواحة لم يكن يوم الفتح؛ لأنه استُشهد قبلُ؛ كما أشرنا إليه آنفًا (٢).


= و"المستدرك" للحاكم (٣/ ٣٨٠)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٤/ ١٦٤٦)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (٤٧/ ٩٣)، و"صفة الصفوة" لابن الجوزي (١/ ٦٢٧)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (٤/ ٣٠٦)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (٢/ ٥١١)، و"تهذيب الكمال" للمزي (٢٢/ ٧٤٧)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (٢/ ٣٣٥)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٤/ ٧٤٧).
(١) انظر: "فتح الباري لابن حجر (٤/ ١٨٢).
(٢) المرجع السابق، الموضع نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>