للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكونُ عَليَّ الصوم من رمضان)، وكررت الكون؛ لتحقيق القضية وتعظيمها، والتقدير: كان الشأن يكون كذا، والتعبير بلفظ الماضي في الأول، والمضارع في الثاني؛ لإرادة الاستمرارِ، وتكررِ ذلك الفعل منها -رضي اللَّه عنها- (١)، (فما أستطيع أن أقضي) ما فاتني من رمضان بسبب الحيض، أو غيره من الأعذار المبيحة للفطر (إلا في شعبان).

زاد في رواية: الشُّغْلُ من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (٢).

قال شراح "البخاري"، وغيرُهم: الشغلُ -بالرفع-: فاعلٌ لفعل محذوف؛ أي: قالت عائشة: يمنعني الشغلُ؛ أي: أوجبَ ذلك الشغلُ، أو يكون مبتدأ محذوف الخبر؛ أي: الشغلُ هو المانع لها من أجل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، أو بالنبي -عليه الصلاة والسلام- (٣).

وفي "البخاري": قال يحيى بن سعيد الأنصاري: الشغل من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، أو بالنبي (٤)؛ لأنها كانت مهيئة نفسَها له -صلى اللَّه عليه وسلم-، مترصدة لاستمتاعه في جميع. أوقاتها إن أراد ذلك، وأما في شعبان، فإنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يصومه، فتتفرغ عائشةُ فيه لقضاء صومها (٥).

وفي لفظ مسلم: فما تقدر أن تقضيه مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (٦)، فهو نص في كونه من قولها.


(١) انظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٣٨٩).
(٢) هذه رواية مسلم المتقدم تخريجها برقم (١١٤٦/ ١٥١)، ووقع عند البخاري: "الشغل من النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-".
(٣) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٤/ ١٩١).
(٤) تقدم تخريجه.
(٥) انظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٣٨٩)، نقلًا عن "شرح مسلم" للنووي (٨/ ٢٢).
(٦) تقدم تخريجه برقم (١١٤٦/ ١٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>