للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(عن) ترجمان القرآن الحبر المفخم (عبدِ اللَّه بنِ عباس -رضي اللَّه عنهما-، قال: جاء رجل) قال القسطلاني في "شرح البخاري": لم يسم الرجل (١)، وقال البرماوي في "شرح الزهر": حديث ابن عباس: جاء رجل (إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقال: يا رسول اللَّه! إن أمي ماتت وعليها صومُ شهرٍ) بالإضافة (أفأقضيه عنها؟)، الحديث.

السائل هو سعدُ بنُ عُبادةَ كما قد يُفهم ذلك عن رواية ذكرها المصنف -يعني: الحافظ عبد الغني- في باب: النذر من كتابه هذا، وذلك أنها من رواية ابن عباس، فالظاهر أن القضية واحدة، نعم، أشار ابن دقيق العيد إلى أن الحديث يحتمل أن يكون في صوم نذر، وأن يكون خلافه (٢).

قال البرماوي: والظاهر الأولى؛ لما ذكرناه، ولكون اللفظ متقاربًا.

وأمُّ سعد هي عَمْرَةُ بنتُ مسعودِ بنِ قيسِ بن عمرِو بنِ زيدِ بنِ مناة -رضي اللَّه عنهما-.

(فقال) -عليه الصلاة والسلام-: (أرأيت لو كان على أمك دين) من ديون الآدميين، (أكنتَ قاضِيَه عنها؟) لتبرأ ذمَّتُها منه، (قال: نعم) كنتُ أفعلُ ذلك، (قال) -عليه السلام-: (فَديْنُ اللَّه أحقُّ أن يُقْضى)؛ أي: كما أن حق العبد يُقضى، فحقُّ اللَّه أحقُّ.

وهذا الحديث أخرجه البخاري في الصوم، وكذا مسلم، وأخرجه


= لابن دقيق (٢/ ٢٣٠)، و"العدة في شرح العمدة" لابن العطار (٢/ ٨٧٩)، و"فتح الباري" لابن حجر (١١/ ٥٨٥)، و"عمدة القاري" للعيني (١١/ ٦١)، و"إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٣٩١)، و"سبل السلام" للصنعاني (٤/ ١١٣).
(١) انظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٣٩١).
(٢) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٢/ ٢٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>