للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأصل، فقد يتخلف التلازم ظاهرًا، فيظن إقبال الليل من المشرق، وليس به حقيقة، بل لوجود شيء يغطي الشمس، وكذلك إدبار النهار، فلذا قيد بالغروب (١).

قال ابن دقيق العيد: قوله: "فقد أفطر الصائم" يجوز أن يكون المراد به: فقد حَلَّ له الفطر، ويجوز أن يكون المراد به: فقد دخل في الفطر، وتكون الفائدة فيه: أن الليل غير قابل للصوم، وأنه بنفس دخوله خرج الصائم من الصوم، فيمتنع الوصال بمعنى الصوم الشرعي، وإن وجد الإمساك الحسي، فهو وإن أمسك حسًا، فهو مفطر شرعًا، وفي ضمنه إبطالُ فائدة الوصال شرعًا، إذ لا يحصل به ثواب الصوم (٢)، كما قدمناه.

وفي رواية شعبة: "فقد حل الإفطار" (٣)، وهي تؤيد كونَ المراد: أنه دخل وقتُ فطره، ورجَّحه ابن خزيمة، وقال: قوله: "فقد أفطر الصائم" خبر، ومعناه الإنشاء؛ أي: فليفطرِ الصائمُ، قال: ولو كان المراد: فقد صار مفطرًا، كان فطر جميع الصوام واحدًا، ولم يكن للترغيب في تعجيل الإفطار معنى (٤).

* * *


(١) انظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٣٩٢).
(٢) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٢/ ٢٣٣).
(٣) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٤/ ٣٨٢)، من حديث عبد اللَّه بن أبي أوفى -رضي اللَّه عنه-.
(٤) انظر: "صحيح ابن خزيمة" (٣/ ٢٧٣). وانظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٣٩٢)، نقلًا عن الحافظ ابن حجر في "الفتح" (٤/ ١٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>