للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(عن) أُمِّ المؤمنين (عائشةَ) الصدِّيقة (-رضي اللَّه عنها-: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: تَحَرَّوا) -بفتح المثناة الفوقية والحاء المهملة والراء وإسكان الواو-؛ من التحري؛ أي: اطلبوا بالاجتهاد (١) (ليلةَ القدر في) ليالي (الوترِ من العشرِ الأواخر) من رمضان، فهذا الحديث، وإن كان أعمَّ من الذي قبلَه من جهة كونِ الطلبِ في ليالي العشر، وهي أكثر من السبع، إلا أنه خُصَّ من جهة كونِ الطلب مختصًا بالأوتار منها (٢).

قال في "الفروع" في ليلة القدر: هي في رمضان؛ خلافًا لرواية لأبي حنيفة، لا في كل السنة؛ خلافًا لابن مسعود -رضي اللَّه عنه-.

وعن أبي حنيفة، وأبي يوسف، ومحمد: كقوله، وجزم به ابن هبيرة عن أبي حنيفة.

وذكر صاحب "المحرر": أن الأول -أعني: كونها مختصة برمضان- أشهرُ عنه وعن أصحابه.

قال في "الفروع": وهي مختصة بالعشر الأخير منه عند الإمام أحمد، وأكثرِ العلماء من الصحابة وغيرِهم؛ وفاقًا لمالك، والشافعي.

قال: وليالي وتره آكد، وأرجاها ليلةُ سبع وعشرين، نص عليه الإمام أحمد، لا ليلة إحدى وعشرين؛ خلافًا للشافعي، واختار صاحب


= المعلم" للقاضي عياض (٤/ ١٤٣)، و"شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٢/ ٢٥٠)، و"العدة في شرح العمدة" لابن العطار (٢/ ٩١٨)، و"النكت على العمدة" للزركشي (ص: ١٨٩)، و"فتح الباري" لابن حجر (٤/ ٢٦٠)، و"عمدة القاري" للعيني (١١/ ١٣٤)، و"إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٤٣٣)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (٤/ ٣٧١).
(١) انظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٤٣٣).
(٢) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٢/ ٢٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>