قال ابن الأثير: يقال: كان يُكْنى في الجاهلية: أبا عمرٍو، فلما وَلَدتْ له رقيةُ عبدَ الله، اكتنى به.
وأم عثمان: أروى، وأمها: أم حكيمٍ البيضاءُ بنتُ عبد المطلب، عمةُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -.
ويلقب عثمان بذي النورين.
قيل للمهلب بن أبي صفرة: لِم قيل لعثمان: ذو النورين؟ قال: لأنه لم يُعلم أحد أُرسل ستراً على ابنتي نبي غيره، نقله ابن عبد البر، وابن الأثير.
وقيل: لأنه ورُقيةَ كانا أحسنَ زوجين في الإسلام، فالنوران: نورُ نفسه، ونورُ رُقية.
وأما ذو النور -بالإفراد-، فلقب للطفيل بنِ عمرٍو الدوسي، كما بيَّنتُهُ في السيرة. أسلم عثمان بن عفان - رضي الله عنه - قديماً، على يد أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، قبل دخول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دار الأرقم، وكان يقول: إني رابع أربعةٍ في الإسلام، وهاجر للحبشة فاراً بدينه مع زوجته رقية، وكان أول خارجٍ إليها، وتابعه سائر المهاجرين إلى الحبشة.
وفي "مسند أبي يعلى الموصلى" مرفوعاً: "إن عُثمانَ لأولُ مَنْ هاجَرَ إلى أرضٍ بأهله بعدَ لوطٍ"(١).
(١) ورواه يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ " (٣/ ٢٨٣ - ٢٨٤)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (١٢٣)، وابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (٢/ ٢٤)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٤٣)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٣٩/ ٢٩)، من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -.