للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان قتلُ عبدِ الملك بن مروان لعمرٍو هذا: سنة اثنتين وسبعين.

وملك عبد الملك بعد قتله أربعَ عشرةَ سنةً (١).

وإنّما أَطَلْتُ هذه التّرجمة؛ لأنّي رأيتها في عدّة نسخ على خلاف الصّواب، وكان ذلك من النّساخ لعدم معرفتهم، وكثرةِ وجود الجهل بالتّاريخ وبالأنساب، واللَّه الملهم للصّواب.

فقال أبو شريح لعمرو الأشدق: (وهو يبعث البعوث إلى مكّة) -جملة حالية-.

والبعوث: جمعُ بَعْث، وهو الجيش، يعني: مبعوث، وهو من تسمية المفعول بالمصدر (٢).

والمراد به: الجيشُ المجهّز لقتال عبد اللَّه بن الزّبير -رضي اللَّه عنهما-؛ لأنّه لمّا امتنع من بيعة يزيد، وأقام بمكة، كتب يزيدُ إلى عمرِو بنِ سعيد أن يوجّه إلى ابن الزّبير جيشًا، فجهّز إليه جيشًا، وأَمَّر عليهم عمرَو بنَ الزّبير أخا عبدِ اللَّه، وكان معادِيًا لأخيه.

فجاء مروانُ إلى عمرِو بن سعيد، فنهاه عن ذلك، فامتنع (٣).

وجاءه أبو شريح، فقال له: (ايذن لي) أصله: ائْذَنْ -بهمزتين-، فقلبت الثّانية [ياء] لسكونها وانكسار ما قبلها (أيها الأميرُ أحدّثْكَ) -بالجزم في جواب الأمر- (قولًا قام به رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) جملة في موضع نصب صفة


(١) وانظر ترجمته في: "التاريخ الكبير" للبخاري (٦/ ٣٨٨)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (٦/ ٢٣٦)، و"تهذيب الكمال" للمزي (٢٢/ ٣٥)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٥/ ٢٤٩)، و"تهذيب التهذيب" له أيضًا (٨/ ٣٣).
(٢) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٤/ ٤٢).
(٣) انظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٣٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>