للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأسلميَّ قتلَ ابنَ خطل، وهو متعلّق بأستارِ الكعبة (١). إسنادُه صحيح مع إرساله.

وله شاهدٌ عن الإمام ابن المبارك في كتاب "البِرِّ والصِّلَة" من حديث أبي برزةَ نفِسه (٢).

ورواه الإمامُ أحمدُ من وجه آخر (٣).

قال الحافظ ابنُ حجر: وهو أصحُّ ما ورد في تفسيرِ قاتلِه، وبه جزم البلاذري، وغيرُه من أهل العلم بالأخبار. وتُحمل بقيةُ الروايات على أنهم ابتدروا قتلَه، فكان المباشرَ له منهم أبو برزة، ويحتمل أن يكون غيرُه شاركه فيه (٤).

وكان قتلُه بين المقامِ وزمزم.

واختُلف في سبب قتله، فقيل: إنّه كان يكتب لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فإذا نزل قوله تعالى: غفورٌ رحيمٌ، كتب: رحيمٌ غفورٌ، وسميعٌ عليمٌ، يكتبُ: عليمٌ سميعٌ، فعلم النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بذلك، فقال: "غفورٌ رحيمٌ ورحيمٌ غفورٌ واحدٌ"، ثمّ قال: أنا ما كنت أكتبُ إلّا ما أريد، ثمّ كفر ولحقَ بمكّة (٥).

وقال البغوي وغيره: أمّا أمرُ النَّبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بقتله، لأنّه كان مسلمًا، فبعثه رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ساعيًا على الصدقات، وكان له مولًى يخدمه، وكان مسلمًا، فنزل منزلًا، وأمر المولى أن يصنع له طعامًا، فاستيقظ ولم يصنع له شيئًا،


(١) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٦٩١٥).
(٢) رواه ابن المبارك في "البر والصلة" (ص: ١٣٩ - ١٤٠).
(٣) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٤/ ٤٢٣).
(٤) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٤/ ٦١).
(٥) المرجع السابق، الموضع نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>