للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المِحْجَنُ: عَصًا مَحْنِيَّةُ الرَّأْسِ.

* * *

(عن ابن عبّاسٍ -رضي اللَّه عنهما-، قال: طافَ النَّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-).

الطّوافُ: مأخوذ من قولهم: طافَ به؛ أي: أَلَمَّ.

يقال: طافَ يطوفُ طَوْفًا وطوفانًا، وتطوَّفَ، واستطاف، كلُّه بمعنى (١).

(في حجةِ الوداعِ) متعلقّ بطاف، وإنّما سميّت حجة الوداع؛ لأنّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خطبَ النّاس وودَّعهم، فقالوا: هذه حجةُ الوداع (٢).

(على بعيرٍ) متعلّق بطاف أيضًا.

وفيه: جوازُ الطَّوافِ راكبًا، (٣) وعندَ الإمام أحمد -على معتمد مذهبه-: إنّما يجزىء الطّواف راكبًا لعذر، نقله الجماعة، وعنه: ولغيره، اختاره أبو بكر، وابن حامد.

وقال الإمام أحمد -رضي اللَّه عنه-: إنّما طاف النَّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- راكبًا؛ ليراه الناس.

قال جماعة: فيجيء من هذا: أنّه لا بأسَ به للإمام الأعظم ليري الجهّال (٤).

قال ابن دقيق العيد: إنّما طاف -صلى اللَّه عليه وسلم- راكبًا؛ لتظهرَ أفعالُه؛ ليقتدَى بها، وهذا يؤخَذ منه أصلٌ كبير، وهو: أنّ الشيء قد يكون راجحًا بالنظر إلى محله من حيث هو هو، فإذا عارضه أمر آخر أَرجحُ منه، قُدّم على الأوّل من غير أن تزول تلك الفضيلة الأولى، حتّى إذا زال ذاك المعارضُ الرّاجحُ،


(١) انظر: "القاموس المحيط" للفيروزأبادي (ص: ١٠٧٧)، (مادة: طوف).
(٢) انظر: "شرح مسلم" للنووي (٢/ ٥٦).
(٣) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٣/ ٤٧).
(٤) انظر: "الفروع" لابن مفلح (٣/ ٣٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>