للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عاد ترجيحُ الأوّل من حيث هو هو، انتهى (١).

(يستلم) -صلى اللَّه عليه وسلم- (الرُّكْنَ)، والاستلام: افتعال من السِّلام -بكسر السّين المهملة-، وهي الحجارة، قاله ابن قتيبة (٢).

فلمّا كان لمسًا للحجر، قيل له: استلام، أو من السَّلام -بفتحها-، وهو التحية، قاله الأزهري؛ (٣) لأنّ ذلك الفعلَ سلامٌ على الحجر، وأهلُ اليمن يُسمُّون الرُّكنَ الأسودَ: المحيّا، أو هو اسئلام -مهموزًا-؛ من الملاءمة، وهي الاجتماع، أو استفعال من اللأْمة، وهي الدّرع؛ لأنّه إذا لمس الحجرَ، تحصّن بحصنٍ من العذاب، كما يتحصّن باللأْمة من الأعداء.

ويكون خفّف بنقل حركة الهمزة إلى اللَّام السّاكنة، ثمّ حُذفت الهمزة ساكنة، كما في "المصابيح" (٤).

(بمحجن) قال الحافظ المصنّف -رحمه اللَّه-: (المِحْجَن) -بكسر الميم وسكون الحاء المهملة وفتح الجيم- (عَصًا مَحْنِيَّةُ الرّأسِ).

وفي "المطالع": مفتوحةُ الرّأس كالمخطف؛ يعني: كان -صلى اللَّه عليه وسلم- يرمي بالمحجن إلى الرُّكن الأسود حتّى يُصيبَه (٥).

زاد مسلم من حديث أبي الطّفيل: ويُقَبِّلُ المحجنَ.

ولفظه عن أبي الطّفيل: رأيتُ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يطوف بالبيت، ويستلمُ


(١) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٣/ ٤٧ - ٤٨).
(٢) انظر: "غريب الحديث" لابن قتيبة (١/ ٢٢١).
(٣) انظر: "الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي" للأزهري (ص: ١٧٤).
(٤) وانظر: "عمدة القاري" للعيني (٩/ ٢٤٩).
(٥) وانظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (١/ ١٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>