للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبدًا على الفعل المطلق بفعل من معناه محذوف وجوبًا؛ أي: ألزمه الله ويلًا، وهي كلمة تقال لمن وقع في الهلاك، أو لمن يستحقه، أو هي بمعنى الهلاك، أو المشقة من العذاب، أو الحزن، أو وادٍ في جهنم، أو بئر فيها، أو باب لها، فيحتمل إجراؤها على هذا المعنى، لتأخر المخاطب عن امتثال أمره - صلى الله عليه وسلم - (١).

وَالشَّكِّ في كونه قال له ذلك في الثانية أو الثالثة من الراوي.

قال القرطبي وغيره: قالها -أي: ويلك- تأديبًا للرجل لأجل مراجعته له مع عدم خفاء الحال عليه، ويحتمل أَلَّا يُراد بها موضوعُها الأصلي، ويكون مما يجري على لسان العرب في المخاطبة من غير قصد لموضوعه، كما في: تربت يداك، ونحوِه.

وقيل: إن الرجل كان قد أشرف على الهلاك من الجهد.

وويل: كلمة تقال لمن أشرف على الهلاك، أو وقع في هلكة -كما مر-، فالمعنى: أشرفتَ على الهلاك فاركبْ (٢)، فعلى هذا، فهي إخبار (٣).

وفي حديث أنس - رضي الله عنه - عند الإمام أحمد، والنسائي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلًا يسوق بدنةً وقد جهدَه المشيُ، فقال: "اركبها"، قال: إنها بَدَنَةٌ، قال: "اركبها"، قال: إنها بدنة (٤).


(١) المرجع السابق، (٣/ ٢١٤).
(٢) انظر: "المفهم" للقرطبي (٣/ ٤٢٣).
(٣) انظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٢١٤).
(٤) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٣/ ١٠٦)، والنسائي (٢٨٠١)، كتاب: الحج، باب: ركوب البدنة لمن جهده المشي.

<<  <  ج: ص:  >  >>