للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما أبو عبد الرحمن المسورُ، فهو ابنُ مخرمةَ بنِ نوفل بنِ أُهيب -بضم الهمزة-، ويقال: وهيب بنِ عبدِ مناف بنِ زهرةَ بنِ كلابٍ، الزهريُّ، القرشيُّ، ابنُ أختِ عبدِ الرحمن بن عوف الشفاءِ بنتِ عوفٍ، لها هجرة، وهي -بكسر الشين المعجمة وبالفاء والمد-، فهو وأبوه وأمه من الصَّحابة - رضي الله عنهم -، ولد بمكة بعد الهجرة بسنتين، وقدم به المدينة في ذي الحجة سنة ثمان، وهو أصغر من ابن الزبير بأربعة أشهر، وقُبض النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وهو ابنُ ثمان سنين، وسمع منه، وحفظ عنه، وحَدَّث عن عمر، وعبد الرحمن بن عوف، وكان فقيهًا من أهل الفضل، ولم يزل بالمدينة إلى أن قُتل عثمان، فانتقل إلى مكّة، فلم يزل بها إلى أن مات معاويةُ، وكره بيعةَ يزيد، فلم يزل مقيمًا بمكة إلى أن بعث يزيدُ عسكَره، وحاصر مكّة، وبها ابنُ الزبير، فأصابَ المسورَ حجر من حجارة المنجنيق وهو يصلي بالحِجر، فقتله، وذلك في مستهلِّ ربيع الأول سنة أربع وستين، وعمره اثنتان، وقيل: ثلاث وستون سنة.

روى عنه: عروة بن الزبير، وعلي بن الحسين زينُ العابدين، وعبدُ الله بن حنين، وغيرهم (١).

(اختلفا) -يعني: ابنَ عبّاس، والمسورَ بن مخرمة - رضي الله عنهم --،


(١) وانظر ترجمته في: "التاريخ الكبير" للبخاري (٧/ ٤١٠)، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (٨/ ٢٩٧)، و"الثقات" لابن حبان (٣/ ٣٩٤)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٣/ ١٣٩٩)، و"صفة الصفوة" لابن الجوزي (١/ ٧٧٢)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (٥/ ١٧٠)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (٢/ ٣٩٩)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (٣/ ٣٩٠)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٦/ ١١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>