للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهم (في الأبواء) -بفتح الهمزة وسكون الباء الموحدة والمد-: موضع معينٌ بين مكّة والمدينة.

وفي "المطالع": الأبواء: قرية من عمل الفرع، بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلًا.

قال بعضهم: سُميت بذلك، لما فيها من الوباء، ولو كان كما قال، لقيل: الأوباء، أو يكون مقلوبًا منه، وبه توفيت أمُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والصحيحُ أنها سميت بذلك لتبوُّء السيول بها، قاله ثابت، انتهى (١).

وفي رواية ابن عيينة: أنهما اختلفا وهما بالعَرْج (٢)، وهو -بفتح أوله وإسكان ثانيه-: قرية جامعة قريبة من الأبواء (٣).

قال في "النهاية": من عمل الفرع على أيام من المدينة (٤).

(فقال ابن عبّاس) - رضي الله عنهما -: (يغسل المحرمُ رأسَه)؛ أي: له ذلك بلا حرج عليه فيه، (وقال المسور) بنُ مخرمة - رضي الله عنهما -: (لا يغسلُ المحرِمُ رأسه)، وهذا الحديث دليل على جواز التناظر في مسائل الاجتهاد والاختلاف فيها إذا غلب على ظن المختلفين فيها حكم (٥).

(قال) عبدُ الله بن حنين: (فأرسلني) عبدُ الله (بنُ عبّاس) - رضي الله عنهما - (إلى أبي أيوبَ) خالدِ بنِ زيدٍ (الأنصاريِّ) - رضي الله عنه -.

وفيه دليل على الرجوع إلى من يُظن به أن عنده علمًا فيما اختلف فيه.


(١) وانظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (١/ ٥٧).
(٢) رواه ابن خزيمة في "صحيحه" (٢٦٥٠).
(٣) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٤/ ٥٦).
(٤) انظر: "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (٣/ ٢٠٤).
(٥) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٣/ ٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>