للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طعم" (١)؛ أي: تشبع شاربَها كالطعام (٢).

قال ابن الجوزي في "مثير العزم الساكن": يُستحب لمن شربَ من ماء زمزم أن يُكثر منه، فقد روى ابن عباس - رضي الله عنهما -، عن النّبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: "التَّضَلُّعُ من ماءِ زمزمَ براءةٌ من النفاقِ" (٣).

وفي "تشويق الأنام": عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، قال: كنت عند ابن عباس، فجاءه رجل، فقال: من أين جئتَ؟ فقال: من زمزم، قال: فشربتَ منها كما ينبغي؟ قال: فكيف؟ قال: إذا شربتَ منها، فاستقبل القبلةَ، واذكرِ اسمَ الله تعالى، وتنفس ثلاثًا، وتَضَلَّعْ منها، فإذا فرغتَ، فاحْمَدِ الله -عزَّ وجلَّ-، فإن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ آيةَ ما بيننا وبينَ المنافقين: لا يَتَضَلَّعُونَ مِنْ زمزمَ" رواه ابن ماجه، وهذا لفظه، والدارقطني، والحاكم في "المستدرك"، وقال: إنه صحيح على شرط الشيخين (٤).

قال الطبري: والتَّضَلُّع: الامتلاءُ حتى تمتدَّ الأضلاعُ.

والمرادُ من النفس ثلاثًا: أن يفصلَ فاه عن الإناء ثلاثَ مرات، يبتدىء كل مرة باسم الله، ويختم بالحمد لله، وهكذا جاء مفسرًا في بعض الطرق.

فعن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال: كنا مع النّبي - صلى الله عليه وسلم - في صفة


(١) رواه مسلم (٢٤٧٣)، كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل أبي ذر - رضي الله عنه -. ولم أقف عليه في "صحيح البخاري"، والله أعلم.
(٢) انظر: "الفروع" لابن مفلح (٣/ ٣٨٢).
(٣) رواه الأزرقي في "أخبار مكة" (٢/ ٥٢). وانظر: "مثير العزم الساكن" لابن الجوزي (ص: ١٧٨).
(٤) رواه ابن ماجه (٣٠٦١)، كتاب: المناسك، باب: الشرب من زمزم، والدارقطني في "سننه" (٢/ ٢٨٨)، والحاكم في "المستدرك" (١٧٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>