للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(عن) أبي عبد الرحمن (عبدِ الله بنِ) أمير المؤمنين (عمرَ - رضي الله عنهما -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ما حقُّ امرىءٍ مسلم) كلمة (ما) بمعنى: ليس، هكذا وقع في أكثر الروايات بلفظ: مسلم، وليست هذه اللفظة في رواية الإمام أحمد عن إسحاق بن عيسى، عن مالك (١)، والوصف بالمسلم هنا خرج مخرج الغالب، فلا مفهومَ له، أو ذكر للتهييج، لتقع المبادرة لامتثاله، لما يشعر به من نفي الإسلام عن تارك ذلك (٢) (له شيء) قلّ أو جلّ، فهو واقع صفة لامرىءٍ (يوصي فيه) جملة فعليه صلةٌ لشيء (يبيتُ ليلتين) جملة فعلية وقعت صفة أخرى لامرىءٍ.

وقال الحافظ في "الفتح": (يبيتُ) كأن فيه حذفًا تقديره: أن يبيت، وهي كقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ} [الروم: ٢٤]، انتهى (٣).

واعترضه البدر العيني بأنه قياسٌ فاسدٌ، وفيه تغيير المعنى أيضًا، وإنّما قدّر "أنْ" في قوله: {يُرِيكُمُ}؛ لأنه في موضع الابتداء؛ لأن قوله: {وَمِنْ آيَاتِهِ} في موضع الخبر، والفعل لا يقع مبتدأ، فيقدر "أنْ" فيه حتى يكون في معنى المصدر، فيصح حينيذٍ وقوعه مبتدأ، كذا قال (٤).


= (٣/ ١٢٢١)، و"طرح التثريب" للعراقي (٦/ ١٨٥)، و"فتح الباري" لابن حجر (٥/ ٣٥٦)، و"عمدة القاري" للعيني (١٤/ ٢٦)، و"إرشاد الساري" للقسطلاني (٥/ ٢)، و"سبل السلام" للصنعاني (٣/ ١٠٣)، و"نيل الأوطار" للشوكاني (٦/ ١٤٢).
(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ١١٣)، بلفظ: "ما حق امرىء له شيء. . ." الحديث.
(٢) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٥/ ٣٥٧).
(٣) المرجع السابق، الموضع نفسه.
(٤) انظر: "عمدة القاري" للعيني (١٤/ ٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>