للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الواقع، وكذلك إذا وردت على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غالبًا (١).

(اللهم)؛ أي: يا ألله! (أمض لأصحابي)؛ أي: المهاجرين منهم (هجرتَهم، ولا تردَّهم على أعقابهم).

قال: القاضي: استدل بعضهم على أنّ بقاء المهاجر بمكة -كيف كان- قادحٌ في هجرته، قال: ولا دليل فيه عندي؛ لأنه دعا لهم دعاءً عامًا، ومعنى: "أمض لأصحابي هجرتهم"؛ أي: أتمّها، ولا تبطلها، ولا تردّهم على أعقابهم بترك هجرتهم، ورجوعهم عن مستقيم حالتهم المرضية (٢)، (لكنِ البائسُ): الذي يبدو عليه أثر البؤس، وهو الفقر والقلّة (سعدُ بنُ خَولة)، وهو أبو سعيد، من بني عامر بن لؤي، من أنفسهم، وقيل: هو حليفٌ لهم، وقيل: هو مولى أبي رُهْمِ بنِ عبد العزى العامري، وقيل: هو من اليمن، وقيل: من عجم القدس، قاله ابن الأثير في "جامع الأصول" (٣)، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال فيه (يرثي له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن مات بمكة) الرثاء -بكسر الراء وبالمثلثة والمد- يطلق على التوجع والتحزن، وهو المباح، وعلى مدحِ الميّت وذكرِ محاسنه، وهو المنهيِّ عنه في حديث الإمام أحمد وغيره (٤)، وعلّته أنّ ذلك باعث على تهييج الحزن، وتجديد


(١) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٥/ ٣٦٧).
(٢) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (٥/ ٣٦٦).
(٣) وانظر ترجمته في: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٣/ ٤٠٨)، و"الثقات" لابن حبان (٣/ ١٥١)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٢/ ٥٨٦)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (٢/ ٥٧٥)، و"جامع الأصول" لابن الأثير (١٤/ ٤٣٥ - قسم التراجم)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٣/ ٥٣).
(٤) روى الإمام أحمد في "المسند" (٤/ ٣٥٦)، وابن ماجة (١٥٩٢)، كتاب: الجنائز، باب: ما جاء في البكاء على الميت، وغيرهما عن عبد الله بن أبي أوفى =

<<  <  ج: ص:  >  >>