للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد يقال: إنه مندوب -أيضًا-، لعموم قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا رهبانية في الإسلام" (١).

وفي "الإحياء" للإمام الغزالي: من اجتمعت له فوائد النكاح، وانتفت عنه آفاته، فالمستحب في حقّه التزويج، ومن لا، فالتركُ له أفضل، ومن تعارض الأمر في حقه، فليجتهد، وليعمل بالراجح (٢)، انتهى.

الثاني: الأحاديث الواردة في ذلك كثيرة، فأما حديث: "فإني مكاثرٌ بكم"، فصح من حديث أنس بلفظ: "تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثرٌ بكم يوم القيامة" أخرجه ابن حبان (٣)، وذكره الشافعي بلاغًا عن ابن عمر بلفظ: "تناكحوا تكاثروا، فإني أباهي بكم الأمم" (٤)، وللبيهقي من حديث أَبي أمامة: "تزوّجوا، فإني مكاثرٌ بكم الأمم، ولا تكونوا كرهبانية النصارى" (٥).

وورد: "فإني مكاثرٌ بكم" عن عدّة من الصحابة، منهم: عائشة (٦) ومعقل بن يسار (٧)، وسهل بن حنيف (٨)، وحرملة بن النعمان (٩)


(١) سيأتي تخريجه قريبًا، وانظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (٤/ ٥٢٤).
(٢) انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (٢/ ٥٣)، وانظر: "فتح الباري" لابن حجر (٩/ ١١١).
(٣) رواه ابن حبان في "صحيحه" (٤٠٥٦).
(٤) ذكره الإمام الشافعي في "الأم" (٥/ ١٤٤).
(٥) رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (٧/ ٧٨).
(٦) رواه ابن ماجة (١٨٤٦)، كتاب: النكاح، باب: ما جاء في فضل النكاح.
(٧) تقدم تخريجه قريبًا عند أبي داود والنسائي.
(٨) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٥٧٤٦).
(٩) رواه الدارقطني في "المؤتلف"، وأبن قانع في "معجم الصحابة"، كما عزاه =

<<  <  ج: ص:  >  >>