للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الثالث: جاء عدّة أحاديث في ذم العزوبية، وقد قال الإمام أحمد - رضي الله عنه -: ليست العزوبة من أمر الإسلام في شيء، النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - تزوّج أربعَ عشرةَ، ومات عن تسع، ولو تزوّجَ بشر بن الحارث، تم أمره، ولو ترك الناس النكاح، لم يكن غزو ولا حجّ، ولا كذا ولا كذا، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصبح وما عندهم شيء، وكان يختار النكاح، ويحثُّ عليه، ونهى عن التبتل، فمن رغب عن سنّة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهو على غير الحق، ويعقوب في حزنه قد تزوّج، والنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "حُبّبَ إليَّ النساء" (١).

قال المروذي: قلتُ له: إنّ إبراهيم بن أدهم يحكى عنه أنه قال لروعة صاحب عيال، فما قدرت أن أتم الحديث حتى صاح بي، وقال: وقعت في بنيات الطريق، انظر ما كان عليه محمد - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، ثم قال: فبكاءُ الصبيّ بين يدي أبيه يطلب منه الخبزَ أفضلُ من كذا وكذا، أين يلحق المتعبد والعزب، نقل هذا كله الإمامُ ابن القيّم في كتابه "روضة المحبين ونزهة المشتاقين" من رواية المروذي عن الإمام أحمد - رضي الله عنه (٢) -.

وأخرج الإمام أحمد من حديث أبي ذر بإسنادٍ حسن (٣)، وأبو يعلى في "مسنده" عن عطيّة بن بشر (٤) مرفوعًا: "شرارُكم عزّابكم، وأراذل موتاكم عزّابكم".


(١) رواه النسائي (٣٩٤٠)، كتاب: عشرة النساء، باب: حب النساء، والطبراني في "المعجم الأوسط" (٥٧٧٢)، وأبو يعلى في "مسنده" (٣٤٨٢)، والحاكم في "المستدرك" (٢٦٨٦)، من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه -.
(٢) انظر: "روضة المحبين ونزهة المشتاقين" لابن القيم (ص: ٢١٤ - ٢١٥).
(٣) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٥/ ١٦٣).
(٤) رواه أبو يعلى في "مسنده" (٦٨٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>