للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[السير] (١) أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يكرمها، وكانت تدخل عليه بعدما تزوّج خديجة، وكان يرسل إليها الصلة من المدينة إلى أن كان بعد فتح خيبر ماتت، ومات ابنها مسروح (٢).

وذكر البرماوي: أنّ ابن سعد ذكر عن غير واحد من أهل العلم: أن خديجة طلبت أن تبتاعها من أبي لهب لتعتقها، فأبى أبو لهب، فلمّا هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أعتقها أبو لهب.

وكذا قال الحاكم أبو أحمد: إنه أعتقها بعد هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم -.

ولا يبعد على هذا القول أن يكون أعتقها لكونها مرضعة النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وكان إرضاعُ ثويبة له - صلى الله عليه وسلم - قبل إرضاع حليمة السعدية، وأرضعت قبله حمزةَ عمَّه، وبعده أبا سَلَمةَ المخزوميَّ، كذا صوّبه البرماوي.

قلت: المشهور في السيرة: أن ثويبة أول من أرضعته - صلى الله عليه وسلم -، وأنه أعتقها حين بشرّته بولادته - صلى الله عليه وسلم -، فإنها قالت له: أشعرتَ أن آمنة ولدت غلامًا لأخيك عبد الله؟ فقال لها: أنتِ حرّة، فجوزيَ بتخفيف العذاب عنه يوم الاثنين كما يأتي (٣)، ومات أبو لهب في الثانية بعد غزوة بدر بسبعة أيام ميتة شنيعة بداءٍ يقال له: داء العدسة، خرج في مواضع من جسده من جنس الطاعون يقتل غالبًا، كانت العرب تتشاءم به، فلمّا مات، تباعد عنه بنوه، فبقي ثلاثًا لا يُقرب ولا يُدفن حتى حفروا له حفرة، فدفعوه فيها بعود، وحديث موته بذلك رواه النسائي من حديث أبي رافع (٤).


(١) في الأصل: "السنن" والتصويب من "الفتح".
(٢) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٩/ ١٤٥).
(٣) انظر: "الروض الأنف" للسهيلي (٣/ ٩٩)، و"السيرة الحلبية" (١/ ١٣٨).
(٤) لم أجده عند النسائي في "سننه"، وقد رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" =

<<  <  ج: ص:  >  >>