للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحكى في "المشارق" عن رواية المستملي: -بالجيم-، قال: ولا أظنه إلا تصحيفًا (١)، قال في "الفتح": هو تصحيف كما قال (٢).

(فقال له)، أي: قال بعض أهل أبي لهب، وهو أخوه العباس - رضي الله عنه - لأبي لهب، وقد رآه في النوم: (ماذا لقيتَ) بعد الموت؟ (قال له أبو لهب: لم ألق بعدَكم)؛ أي: من حين موتي، أيَّ خير، كذا في أكثر الأصول بحذف المفعول، وفي رواية الإسماعيلي: لم ألق بعدكم رخاء، وعند عبد الرزاق عن معمر، عن الزُّهريُّ: لم ألق بعدكم راحة (٣)، قال ابن بطال: سقط المفعول من رواية البخاري، ولا يستقيم الكلام إلّا به (٤) (غير أني سُقيت في هذه) كذا في الأصول بالحذف، ووقع في رواية عبد الرزاق: وأشار إلى النقرة التي تحت إبهامه، وفي رواية الإسماعيلي: وأشار إلى النقرة التي بين الإبهام والتي قبلها من الأصابع، وللبيهقي في "دلائل النبوّة" مثله بلفظ: يعني: النقرة إلخ (٥). وفي ذلك إشارة إلى حقارة ما سقي من الماء (بعَتاقتي) -بفتح العين المهملة- وفي رواية عبد الرزاق: بعتقي، وهو أوجه، والوجه أن يقول: بإعتاقي؛ لأن المراد التخلص من الرق (٦) (ثُويبةَ) المتقدمَ ذكرُها.

قال الحافظ المصنف -رحمه الله تعالى- (الحِيبَة: الحالة -بكسر الحاء) المهملة وفتح موحدة- كما قدّمنا.


(١) انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (١/ ٢١٩).
(٢) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٩/ ١٤٥).
(٣) تقدم تخريجه.
(٤) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٩/ ١٤٥).
(٥) انظر: "دلائل النبوة" للبيهقي (١/ ١٤٨ - ١٤٩).
(٦) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٩/ ١٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>