للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وخالدُ بن سعيد - رضي الله عنه - قائمٌ (بالباب)؛ أي: باب بيت النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (ينتظر أن يؤذنَ له) في الدخول على الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وجملة: وخالد بالباب إلخ حالية، (فنادى) خالدُ بنُ سعيدٍ أبا بكرٍ الصديقَ - رضي الله عنهما - لما سمع قولها: فقال: (يا أبا بكر! ألا تسمعُ ما تجهر به هذه) يعني: تميمة امرأة رفاعة (عندَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؛)، وفي لفظ: ألا تنهى هذه عما تجهر به عندَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوالله ما يزيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على التبسم (١).

وفيه ما كان الصحابة عليه من سلوك الأدب بحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنكارُهم على من خالف ذلك بفعله أو قوله "لقول خالد بن سعيد لأبي بكرٍ الصديق - رضي الله عنهما - وهو جالسٌ: ألا تنهى هذه؟ وإنما قال خالد ذلك؛ لأنه كان خارجَ الحجرة، فاحتمل عنده أن يكون هناك ما يمنعه من مباشرة نهيها بنفسه، فأمر به أبا بكر، لكونه كان جالسًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - شاهدًا لصورة الحال، ولذلك لما رأى أبو بكر - رضي الله عنه - النبي - صلى الله عليه وسلم - يتبسم عند مقالتها، لم يزجرها، وتبسُّمه - صلى الله عليه وسلم - كان تعجبًا منها، إما لتصريحها بما يستحيي النساء من التصريح به غالبًا، وإما لضعف عقل النساء، لكون الحامل لها على ذلك شدةُ بغضها في الزوج الثاني، ومحبتها في الرجوع إلى الأول (٢).

تنبيهات:

الأول: اعتبر علماؤنا كونَ النكاح الثّاني نكاحًا صحيحًا، لا فاسدًا ولا باطلًا، فلابد من كونه نكاح رغبة، لا نكاح تحليل.


(١) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (٥٤٥٦).
(٢) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٩/ ٤٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>