(عن عبدِ الله بنِ عمرَ بنِ الخَطَّاب - رضي الله عنهما -): هو أبو عبدِ الرحمن القرشيُّ العَدَوِيُّ، وتقدم ذكرُ نسب والدهِ أميرِ المؤمنين - رضي الله عنه-، أسلمَ مع أبيه بمكة وهو صغير.
وقيل: أسلم قبل أبيه، ولم يصح هذا القول.
وهاجر قبل أبيه، ولم يشهد بدراً، واختُلِف في أُحد، والأصح أن أول مشاهده الخندق، وشَهِدَ ما بعده.
وقيل: إنه أول من بايع بيعة الرضوان، والصحيح: سنان بن أبي سنان الأسدي.
وكان عامَ الخندق ابنَ خمسَ عشرةَ سنة، وكان - رضي الله عنه - من أهل العلم والورع والزهد، شديدَ التحري والاحتياط في فتواه.
ولد - رضي الله عنه - قبل الوحي بسنةٍ، ومات بمكة سنة ثلاثٍ وسبعين، بعد قتل ابن الزبير بثلاثة أشهر، وقيل: بستةٍ، ودفن بذي طوى في مقابر المهاجرين، وله أربع وثمانون سنةً، وقيل: ستٌّ وثمانون سنةً، ورجَّحه ابنُ الأثير، وعلى كل، ففيه إشكالٌ، فقد ثبتت الأخبار أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يُجِزْهُ يومَ أُحُد، وكان عمره أربعَ عشرةَ سنةً، وكانت أُحُد في الثالثة.
وهذا لا يلتئم مع كونه ولد قبل الوحي بسنةٍ - على القول المعتمد - بأنه مكث - صلى الله عليه وسلم - بمكة بعد الوحي ثلاث عشرةَ سنةً، وإنما يلتئم ذلك أن يكون ولد بعد البعثة بسنتين قبل إسلام أبيه بأربع سنين؛ فإنه - رضي الله عنه - أسلم في السادسة - كما قدمنا -.
روى عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أولاده الأربعة: سالم، وحمزة، وعبد الله، وبلال، وخلائقُ من التابعين، ومن الصحابة ممن لا يحصى عددهم.