للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للحال، قالت: فاشتدّ ذلك عليه، ورأيتُ الغضب في وجهه (١) (فقال: يا عائشة! مَنْ هذا؟)، وفي روايةٍ: فشق عليه ذلك، وتغير وجهه (٢)، فـ (قلت: أخي من الرضاعة). وأخرجه الإمام أحمد بدون زيادة: من الرضاعة (٣)، وذكره أبو داود بها من طريق شعبة وسفيان (٤).

قال في "الفتح": لم أقف على اسمه -يعني: أخاها من الرضاعة-، قال: وأظنه ابنًا لأبي القُعيس، وغلط من قال: هو عبد الله بن يزيد رضيعُ عائشة؛ لأن عبد الله هذا تابعي باتفاق الأئمة، وكأن أمه التي أرضعت عائشة عاشت بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فولدته، فلهذا قيل له: رضيع عائشة (٥).

(فقال) - عليه الصلاة والسلام -: (يا عائشة! انظرن) من النظر الذي هو التأمل والتفكر (من) استفهامية، وفي لفظ: ما (إخوانكنَّ) (٦)، وفي رواية مسلم: "إخوتُكن" (٧)، وكلاهما جمع أخ، والمعنى تَأْمَّلْنَ ما وقع من ذلك، هل هو رضاع صحيح بشرطه، من وقوعه في زمن الرضاع، ومقدار الارتضاع؟ فإن الحكم الذي ينشأ عن الرضاع إنما يكون إذا وقع الرضاع المشترط.

قال المهلب: معناه: انظرن ما سبب هذه الأخوة، فإن حرمة الرضاع إنما هي في الصغر حتى تسدّ الرضاعة المجاعة.


(١) تقدم تخريجه عند مسلم برقم (١٤٥٥).
(٢) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (٥٧٤٩).
(٣) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٦/ ٩٤).
(٤) تقدم تخريجه عند أبي داود برقم (٢٠٥٨).
(٥) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٩/ ١٤٧).
(٦) تقدم تخريجه عند النسائي برقم (٣٣١٢).
(٧) تقدم تخريجه عند مسلم برقم (١٤٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>