للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(إلى خيبر): متعلق بانطلق، (وهي)؛ أي: خيبر (يومئذٍ)؛ أي: يوم خروجهما وانطلاقهما إليها (صلح)؛ لأن ذلك بعد فتحها وإبقاء أهلها يعملون للمسلمين على غيلها وأرضها بشطر ما يخرج منها -كما تقدم- (فتفرق)؛ أي: عبد الله بن سهل ومحيصة لأجل الميرة، (فأتى محيصة) بعد قضاء حاجته (إلى عبد الله بنِ سهل)، فوجده (وهو يتشحَّلط في دمه) -جملة حالية-؛ أي: وجده مضرَّجًا بالدم ملطَّخًا به، يقال: شحطه تشحيطًا: ضرّجه بالدم، فتشحّط: تضرّج به، واضطرب فيه، وأشحطه: أبعده (١)؛ يعني: وجده (قتيلًا، فدفنه) محيصةُ، (ثم قدم المدينة) المشرفة، (فانطلق عبد الرحمن بن سهل) أخو عبد الله المقتول، وكان لعبد الرحمن هذا فهمٌ وعلمٌ، وروى عنه سهل بن أبي حثمة، وشهد أحُدًا والخندق وما بعدهما من المشاهد، واختُلف في شهوده بدرًا، فأثبت ابن عبد البر أنه شهدها، ونفاه غيره، واستعمله عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على البصرة بعد موت عتبة بن غزوان (٢).

(و) انطلق مع عبد الرحمن ابنا عمه (محيصةُ) المذكور أولًا (وحويصةُ ابنا مسعود) بن كعب بن عامر، وحُوَيِّصة -بضم الحاء المهملة وفتح الواو وتشديد الياء المثناة تحت مكسورة على الأفصح الأشهر وبالصاد المهملة-


= (٢٧/ ٣١٢)، و"تهذيب التهذيب" لابن حجر (١٠/ ٦٠).
وانظر ترجمة أخيه حويصة في: "الثقات" لابن حبان (٣/ ٩١)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (١٠/ ٤٠٩)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (٩٧/ ٢)، و"تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (١/ ١٧٣)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (٢/ ١٤٣).
(١) انظر: "القاموس المحيط" للفيروزأبادي (ص: ٨٦٩)، (مادة: شحط).
(٢) انظر: "تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (١/ ٢٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>