للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والصحيح أن أنيسًا هو الأسلمي، نسبة إلى أَسْلَم -بسكون السين المهملة وفتح اللام- ابن أَفْصى -بفتح الهمزة وسكون الفاء وفتح الصاد-، وقد روي عنه حديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي ذر: "البسِ الخشنَ الضيق"، ويُعد في الشاميين، ومخرج حديثه عندهم.

قال ابن الأثير في "جامع الأصول" عن أبي مرثد هذا: يقال: إنه الذي قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "واغدُ يا أنيس على امرأة هذا"، وقيل: هو غيره، ويكنى هذا بأبي يزيد، والصحيح أنه الأسلمي لا الغَنَوي؛ لكثرة الناقلين له، ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتقصد أَلَّا يؤمر في القبيلة إلا رجلًا منهم؛ لنفورهم من حكم غيرهم.

قال البرماوي: وكانت المرأة أسلمية، وفي رواية البخاري في "كتاب الأيمان" في باب: كيف كانت يمين النبي - صلى الله عليه وسلم -: "وامر أنيسَ الأسلميَّ أن يأتي امرأة الآخر" الحديث (١). وهذا قضية كلام الحافظ الذهبي في "تجريده" حيث جزم في ترجمة الأسلمي بأنه الذي قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اغد يا أنيس"، وقال في ترجمة الغنوي: ويقال: إنه الذي قال له: "اغد يا أنيس".

قال البرماوي: لم أطلع على وفاة الأسلمي، وأما الغنوي، فقال ابن عبد البر: إنه توفي في ربيع الأول سنة عشرين، والله الموفق (٢).

(إلى امرأة هذا) الجار والمجرور متعلق بـ "اغد"، فاسألها عما نسب


(١) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (٦٢٥٨).
(٢) وانظر ترجمته في: "الاستيعاب" لابن عبد البر (١/ ١١٤)، و"جامع الأصول" لابن الأثير (١٥/ ٨٤٧ - قسم التراجم)، و"تجريد أسماء الصحابة" للذهبي (١/ ٣٣)، و"الإصابة في تمييز الصحابة" لابن حجر (١/ ١٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>