للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعني: الملك (١)، وفي هذا إشعار بأن تفسير صاحبه بالملك ليس بمرفوع، لكن في "مسند الحميدي" عن سفيان: "فقال له صاحبه، أو الملك" -بالشك (٢) -، ومثلها لمسلم (٣)، وفيه رد على من فسر صاحبه بأنه الذي عنده علم من الكتاب، وهو آصِفُ -بالمد وكسر المهملة بعدها فاء- بنُ بَرخيَا -بفتح الموحدة وسكون الراء وكسر الخاء المعجمة بعدها تحتانية- (٤).

وقال القرطبي في قوله: "فقال [له] صاحبه، أو الملك": إن كان صاحبه، فيعني به: وزيره من الإنس والجن، وإن كان الملك، فهو الذي يأتي بالوحي، قال: وقد أبعد من قال: المراد به: خاطره (٥).

وقال النووي: قيل: المراد بصاحبه: المَلَك، وهو الظاهر من لفظه، وقيل: القرين، وقيل: صاحب له آدمي (٦).

(قل: إن شاء الله، فلم يقل) قال عياض: وفي الرواية الأخرى: "فنسي" (٧)، يعني: لم يقل: إن شاء الله بلسانه، لا أنه أبى أن يفوض إلى الله تعالى، بل كان ذلك ثابتًا في قلبه يُكنه، فكأنه اكتفى بما أضمر عليه قلبه أولًا، ونسي أن يُجريه على لسانه لما قيل له: قل: إن شاء الله؛ لشيء


(١) تقدم تخريجه عند البخاري برقم (٦٣٤١).
(٢) رواه الحميدي في "مسنده" (١١٧٤).
(٣) تقدم تخريجه عند مسلم برقم (١٦٥٤/ ٢٣).
(٤) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٦/ ٤٦١).
(٥) انظر: "المفهم" للقرطبي (٤/ ٦٣٧).
(٦) انظر: "شرح مسلم" للنووي (١١/ ١٢٠).
(٧) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (٥/ ٤١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>